البناء المقاصدي للبحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي – د. محماد رفيع

البناء المقاصدي للبحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي – د. محماد رفيع

أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة 

بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس المغرب 

المستخلص: يحاول هذا البحث دراسة البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي من وجهة

نظر مقاصدية، بحثا عن المرتكزات المقاصدية الضامنة لعنصري الجدوى والجودة في

البحث العلمي عموما والبحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي خصوصا، فجاءت هذه

الدراسة مؤسسة على ثلاث قضايا محورية:

أ- بيان صلة البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي بمقاصد الشريعة، وذلك من

خلال بيان مدى حاجة البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي إلى الاستهداء بالمقاصد

الشرعية ليقوى بذلك على ابتكار الوسائل المتنوعة في حفظ المقاصد، وعلى تمييز الضار

من النافع والحقيقي من المتوهم في المصالح الاقتصادية.

ب- البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي بين ثنائية القصد الأصلي والقصد

التبعي، وقد خصص لبيان أوجه الترابط الجدلي بين القصدين في ضبط وتوجيه حركية

المشاريع الاقتصادية والاستثمارات المالية في اتجاه خدمة القصدين دون سواهما من جهة،

وفي إكساب البحث العلمي معيارية واضحة في تقويمه للأنشطة الاقتصادية ومراجعته

لمسيرة الاقتصاد الإسلامي من جهة ثانية.

ت- مرتكزات البحث العلمي المقاصدي في التخطيط للإقلاع الاقتصادي، وقد تميز

هذا المحور بالحديث عن ثلاث قضايا مترابطة ومتكاملة تشكل في مجموعها المعالم

الكبرى لمخطط الإقلاع الاقتصادي في بعده التنزيلي وهي مطالب الاقتصاد ومقاصده

وضوابطه.

وقد خلص البحث إلى جملة نتائج وتوصيات تضمنتها خاتمته، نذكر منها:

– إن بناء مخطط الإقلاع الاقتصادي في البلدان الإسلامية يمكن أن يؤسس على

قاعدتين مقاصديتين: إحداهما نظرية تقوم على الضبط المقاصدي العام لحركية المشاريع

الاقتصادية، وثنتاهما تنزيلية تعتمد على تحديد أولويات المطالب والحاجيات، وتقصيد

مشاريع الإقلاع الاقتصادي، وتحديد ضوابط هذا الإقلاع تشريعيا وتربويا.

– البناء المقاصدي للبحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي يمكن الباحثين من امتلاك

الرؤية المستقبلية الواضحة، والقدرة على التخطيط الاستراتيجي لقضايا الاقتصاد، لأنه

بناء يقوم على ربط القضية الاقتصادية بالدنيا الخادمة للآخرة.