الإسلام يُحارب السلبية في الأقوال والأفعال؛ من قال: هلك الناسُ، فهو أهلكهم – د. خالد الخالد
إننا نرى ما للإشاعات من تأثير كبير في نفوس عامة الناس، وخاصة في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لا جرم أنه سيكون لهذه العبارات السلبية آثار سلبية كبيرة، تزيد أو تضاعف وقع المصيبة أو الكارثة على الناس. جاء في بعض حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- قوله: “إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم” ( ).
وكلمة (أهلكهم) وردت بالرفع (أهلكُهم) خبراً عن ضمير الرفع (هو). ووردت بالنصب (أهلكَهم)، فعلاً ماضياً مبنياً. ورواية الرفع أرجح عند العلماء، ولكل منهما توجيه مناسب.
—————————–
إننا نرى ما للإشاعات من تأثير كبير في نفوس عامة الناس، وخاصة في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
فإذا كان الناس في ضائقة أو شدة أو كرب، كانت نفوسهم أضعف غالباً، وأصبحوا أكثر تقبلاً لما يُشاع بشأن هذه الضائقة أو تلك الشدة، التي نزلت بهم؛ كما يحدث عند عزم دولة كبيرة على غزو أو احتلال دولة ضعيفة، وكما يحدث حينما يُشاع عن انتشار مرض من الأمراض المعدية أو الوبائية، وكذلك عند توقع الغلاء الشديد في الأسعار، أو النقص الكبير في المواد الغذائية ونحوها.
ففي مثل هذه الظروف تكثر إشاعة عبارات مثل: هلك الناس، سيموت الناس، لن تقوم لنا قائمة بعد هذه النازلة أو الجائحة، وغيرها مما يثبّط العزائم، ويثير الرعب في النفوس، ولا سيما نفوس العامّة والبسطاء، ويصبحون يتخيلون الأمر أضعاف ما هو في الحقيقة، فتضطرب تصرفاتهم وتسوء معاملاتهم.
لا جرم أنه سيكون لهذه العبارات السلبية آثار سلبية كبيرة، تزيد أو تضاعف وقع المصيبة أو الكارثة على الناس.
ومواقف الذين يبالغون في إشاعة العبارات السلبية وتردادها على الأسماع؛ تدل على أحد أمرين:
الأول: أن تكون الضائقة أو الشدة أقل مما يُتوقع، ويمكن للناس احتمالها أو تجاوزها، فيأتي كلام أمثال هؤلاء، الذين يقولون: (هلك الناس)، ليؤدي إلى هلاك الناس فعلاً، وهذا يتفق مع رواية النصب في الحديث الشريف (أهلكَهم)، أي كان قوله سبباً في إهلاكهم.
الثاني: أن تكون العبارات التي يشيعونها نتيجة خَوَرٍ وضعف في عقيدتهم ونفوسهم، وهذا حال المنافقين، في كل زمان ومكان، وهذا يفسره رواية الرفع، (فهو أهلكُهم)، أي هو أضعف واحد في القدرة على التحمل. والله أعلم.
المصدر: http://www.nashiri.net/articles/religious-articles/2847—t-y-a.html
أحدث التعليقات