ملاحظات وجيرة حول إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه – د. بشر محمد موفق

كم أفرح بإنجاز الباحثين لرسائلهم العلمية، وقد دُعيت لمناقشة باحث ماجستير وأحببت أن أذكر أمورا تزيد رصانة الرسالة، منها:
١. جِدّة الموضوع، بحيث يكون حديثا جديدا فيجد الباحث فيه ثغرات عديدة تستحق الدراسة، بخلاف الحقوق التي تم حرثها كثيرا

‏٢. الاهتمام باللغة والصياغة، فهي وعاء العلم الذي تقدم رسالتك فيه، فاهتم بالطبق النظيف والجميل والسليم حتى تكون ‎الوجبة العلمية أكثر لذة وجذبا للقارئ والمتعلم والمتخصص.
وينبغي تدقيقها من متخصص صادق لا تاجر فقط لتخلو من الأخطاء

‏٣. الاهتمام بجودة التحليل الإحصائي والمالي والمحاسبي والشرعي (حسب موضوع ‎#الرسالة) واختيار برامج التحليل والأدوات التحليلية المناسبة فهي مفتاح هام لنجاح الرسالة أو سقوطها وإلغائها وانحرافها.. بل قد تضيع الجهد النظري للباحث.

‏٤. حداثة المراجع والمصادر، وهذا أحد أسرار التميز والجدة في الرسالة
وأشبهها بصناعة الأجهزة الذكية فلو قام مصنع بالاعتماد على طرق قديمة فتكسد بضاعته وتروج بضاعة غيره من المنتجين الذي يعتمدون أحدث طرق الإنتاج والتصنيع.

إتماما للنقطة ٤
ويرى العديد من سياسات البحث العلمي أنه ينبغي أن تحوي قائمة المصادر والمراجع ٤٠% على الأقل منها دون عمر ٥ سنوات، وذلك بغية أن يكون الموضوع جديدا مواكبا للساحة العلمية وآخر ما توصلت إليه ولا يعيد اختراع العجلة.

‏٥. القراءة والاطلاع والبعد جوجلة المعلومات فالانترنت يعطي مخللا للوجبة الغذائية ولا يصنع وجبة صحية متكاملة
فعلى الباحث أن يقرأ كثيرا حول موضوعه حتى يصبح مرجعا متخصصا فيه، يحيط أغلب جوانبه ويجمع أكثر شوارده.

‏٦. حسن الخلق، فكم باحث خسر في المناقشة بسبب حماس زائد منعه من تقبّل النقد من طرف لجنة المناقشة فرفع صوته أو سفّه ملاحظاتهم ولم يدرك عمق الملاحظات العلمية الهامة التي قدموها له ليرتقوا ببحثه ويطوروه من زوايا عديدة.

‏٧. الدقة والمصداقية في النقل العلمي، فكم من باحث سرق واختلس دون توثيق ظاناً أن ذلك يخفى على الناس، لكن لو خفي عن اللجنة والقارئ فإنه لا يخفى عن الله تعالى البصير العليم
فلنتق الله في توثيق المعلومات وفي صحة نسبتها.