«لماذا يزعمون بأننا لا نتقيد بالمبادئ التي ترتكز عليها المصرفية الإسلامية؟»، قد تكون هذه التساؤلات تدور في خاطر أولائك الذين يعملون في إدارات التسويق الخاصة بالمؤسسات المالية الإسلامية، تحاول هذه الزاوية تسليط الضوء على الفجوة التي نشبت بين البنوك الإسلامية وعملائها، وهذه الفجوة، في حال تم تجاهلها كما هو جار فإن تدفق عملاء «البنوك التقليدية» نحو الإسلامية منها لن يكون كبيرا.
الحقيقة التي أثبتها مسح لعملاء المصارف الخليجية من قبل شركة (PricewaterhouseCoopers ) المعروفة دولياً، تقول: إن هناك انطباعا لدى عملاء البنوك الإسلامية و العملاء الذين «ينوون» أن يصبحوا عملاء لها في المستقبل، أن تلك المؤسسات قد لا تلتزم بالقيم الحقيقية للشريعة. وعلى الطرف الآخر، 52% من العملاء يؤمنون أن تلك البنوك «إسلامية» بالفعل. وترى «بي دبليو سي» أن لدى البنوك فرصة عظيمة للتواصل مع عملائها من أجل إظهار قِيمها الإسلامية. وأضاف الاستبيان الذي يحمل»أصوات العملاء»، أنهم،أي العملاء، لم يقتنعوا بعد بالمالية الإسلامية وذلك بسبب العمليات التجميلية التي تضعها البنوك الأخلاقية على المنتجات التي استعارتها من البنوك التقليدية (إلى أن يتم «أسلمتها»).
جودة الخدمة
وأبان الاستبيان أن خدمة العميل ليست على الشكل المطلوب أو بالأحرى أن تلك الخدمة «مترهلة». وتم الاستشهاد بشهادات من عملاء المصارف التقليدية التي يقولون فيها: إن بنوكهم تقدم لهم خدمات أسرع مقارنة مع الإسلامية منها. ومع هذا، فعملاء البنوك التقليدية مستعدون للانضمام لقافلة «الصيرفة الإسلامية» في حالة تم الارتقاء بمستوى جودة الخدمات لعملاء التجزئة.
–
أتذكر صباح ذلك اليوم الماطر في العاصمة الماليزية كوالالمبور. كانت العاصمة الآسيوية متوشحة بالأعلام الترويجية الخاصة بقمة المالية الإسلامية التي تحتضنها. فخلال تلك السنة (2007) لم تجد كوالالمبور من ينافسها بذلك الوقت. كانت الوجهة التي يولي المصرفيون الإسلاميون الوجهة إليها من أجل تبادل الأفكار والاقتراحات التي قد تطبق على أرض الواقع في يوم من الأيام. فمن هذه المناسبات العملية قد تتعرف على شخصيات تتوسم بفطنتها أنها تحمل «بعد النظر».
احدى هذه الشخصيات كان بيرفيز سعيد (الذي يشغل حالياً منصب مدير الصيرفة الإسلامية بالبنك المركزي الباكستاني). وقف بيرفيز فجأة وأخذ يطرح فكرا تسويقيا كان قاسيا على أهل الصيرفة الإسلامية لكي يقبلوه. تجرأ بيرفيز واقترح إزالة كلمة «إسلامي» من أسماء البنوك المتوافقة مع الشريعة. في ذلك الوقت كانت مثل هذه الاقتراحات من الخطوط الحمراء التي لا نجرأ أن نناقشها، حتى انني سجلت في مدونتي كيف اعترض أحد الفقهاء على ذلك بقوله: «كيف سنحصل على احترام العالم ونحن نقوم بتعمد إزالة كلمة «إسلامي» من منتجاتنا المصرفية؟».
لا يزال هذا الموضوع من أكثر الموضوعات حساسية في صناعتنا الإسلامية. فمن عاش في الغرب، يدرك جيدا أن الغرب قد يتحسس من إيداع مواطنيه أموالهم لدى البنوك التي تحمل كلمة «إسلامي» على أسمائها. فهذا «الملصق» الإسلامي على المنتجات قد يحجب عقليتهم عن التوجه لهذا المنتج. ولكن لو أزلنا هذا «الملصق» فقد نعطي الفرصة لبنوكنا لاجتذاب عملاء من غير الديانة الإسلامية. وهؤلاء سيأتون إما للعائد أو للخدمة الجيدة أو للجانب الأخلاقي للمؤسسة.
كان بيرفيز يقول لنا: «إذا أردتم أن تنتقل المالية الإسلامية إلى المستوى التالي، فعليكم بهذا الخيار». وبالفعل وبعد مرور ما يقارب الثماني سنوات بدأت الصناعة المصرفية تدرك «بعد النظر» التسويقي الذي كان يحمله بيرفيز في ذلك الوقت.
حقائق:
– في يناير كانون الثاني قام بنك نور الإسلامي في دبي بتغيير اسمه إلى بنك نور.
– والآن ينوي مصرف أبوظبي الإسلامي أكبر البنوك الإسلامية في الإمارة تغيير اسمه إلى مصرف أبوظبي الدولي عندما يعمل في الخارج.
– في ديسمبر الماضي قام بنك بريطانيا الإسلامي الذي يتخذ من برمنجهام مقرا له بتغير اسمه إلى مصرف الريان.
Twitter: @MKhnifer
– See more at: http://reading.academia.edu/MohammedKhnifer/Papers
http://sa.linkedin.com/pub/mohammed-khnifer-msc-mba-csaa-cifp/12/910/669
TV Interviews: https://goo.gl/NGcuGv
أحدث التعليقات