كتاب فقة الاقتصاد النقدي ، د. يوسف كمال محمد

فقه الاقتصاد النقدى
هذا الكتاب
فقة الاقتصاد النقدي 0 النقود 0 البورصات 0 المصارف
يحمل الفكر الليبرالي المعاصر في أول هذا القرن واليوم في اخره ، مسئولية التمزق والكوارث التي يعانيها العصر ، وعلي كافة جوانب الحياة ومنها الاقتصاد
انه يقوم علي فلسفات عملية انتهازية لصالح مراكز القوي ، ولا مكان عنده للعدل والحرية ، في الحقيقة وان ادعي الديقراطية وبكي علي حقوق الانسان
والنقود تتغلغل في أعماق العلاقات الاجتماعية ، وكان تطورها كواسطة للتبادل من أهم أسباب النمو والإنتاج والرفاهية ، ولكن الفلسفة العملية والنزعات الاستغلالية خرجت بها من وظيفتها لتجعلها أسلوبا يغطي فشل السياسات ، ويمول الحروب فكان التسيب الذي اطلق وحش التضخم فأفسد علاقات الإنتاج الحقيقة ودمر ثروات الناس ودخولهم .
ودخلت سوق النقد في اللعبة لتزيد عرض النقود بالائتمان جريا وراء الربا وانتشرت المؤسسات التي تقوم علي قاعدة الفائدة ، حتي غلبت المشاركة علي امرها ، وأصبحت مشكلة الاقتصاد في العصر هي قيامه علي هرم قاعدته الديون والربا ، مما يقيق الاستثمار ، ويولد الأزمات ويسئ توزيع الدخل وتخصيص الموارد
وفي دوامة التضخم والائتمان وتحولت أسواق التمويل الي كازينو قمار يتفنن فيه في وسائل المضاربة والبيوع الأجلة وهكذا شقي العالم بالتضخم والربا والميسر
وعلماء الغرب الان يستشرقون نظاما نقديا جديدا يشرع لقاعدة تحمي الناس من التضخم ويشرع لعلاقات استثمارية تقوم علي المشاركة لا علي الربا وعلاقات مالية تقوم علي المتاجرة لا علي المقامرة
وهم بذلك في الحقيقة ودون وعي منهم يستغيثون بشريعة الإسلام لتعيد التوازن مرة اخري الي الحضارة الإنسانية فتنعش الابداع المادي الذي اخذوه عن المسلمين بالقيم الايمانية وضوابط الشريعة التي كان استبعادها وراء كل مشكلة يعاني منها العصر