مقال: حكومة متخصصة في الإفساد والتزوير – د. بشر محمد موفق

ورد في بعض الوكالات أنباء عن عملية تزوير للعملة السورية (فئة 500 ليرة) تقوم بها العصابة الأسدية بعد اندلاع الثورة، وذلك في أماكن محددة، وكذلك أخبار نشر العملة المقبولة داخليا دون أن تحظى بقبولٍ خارجي، وما زالت النمسا تحقق في الأمر..

وهذه ملاحظات سريعة أكتبها ردا على استفسارات وردت من بعض الثوار حول آثار هذه العملية إن ثبتت، وإليكم الملاحظات الوجيزة التالية:

1. تظهر هذه العملية أن النظام الأسدي الحاكم في سورية هو عصابة مافيا اقتصادية وعسكرية واستخباراتية واضحة، حيث لا تقوم الأنظمة الدولية بعمليات تزوير للعملة، ولكن ذلك يتم في سورية بأيدٍ أسدية، ودعم إيراني، خصوصا إذا عرفنا أن المعلم الأول (إيران) تملك مطبعة للدولار الأمريكي منذ بداية الثمانينات.

2. هو تكريس لمفهوم إرهاب الدولة بدلا من إرهاب الأفراد.

3. زيادة العرض النقدي في وسط التداول (كمية الأوراق النقدية) مقابل النقص الهائل في العرض السلعي والخدمي في المجتمع، لا شك أنها تؤدي إلى ارتفاع الأسعار فوق حدود التكاليف وأرباح التجار، مما يجعل التجار تحت رحمة العصابة الحاكمة، بحيث تغطي العصابة ذلك بالدعم الحكومي للتجار، وهذا لا شك أنه يكون مدخلا كبيرا لكسب ولاء التجار الذين يرون أنفسهم أسرى للدعم الأسدي لهم حتى يستطيعوا البقاء في السوق.. وبذلك تضمن عصابة الأسد بقاء التجار تحت سيطرتها.. إلا من رحم الله ممن صحا ضميره من التجار وانضم للثوار.

4. متابعة للنقطة السابقة نجد هذا الارتفاع الهائل في الأسعار يزيد الحصار الغذائي على الشعب والثوار في مختلف أرجاء سورية الجريحة الثائرة، فأنهم حتى لو توفرت السلع فلن تكون في متناول القدرة الشرائية للناس؛ مما يُنتِج مزيدا من التضييق والحصار ولكن بيدٍ خفية لا ظاهرة.

5. لا شك أن العقوبات الاقتصادية قد أوقفت تدفق الإيرادات للوبي الأسدي، ولكن من المعلوم أن المخزون المتوفر لدى لوبي الأسد مخزون وافر وكبير رغم المصاريف الكبيرة في ظل الثورة، ولذا تأتي هذه العملة المزورة لتقلل من خسارته لمخزونه من العملة الحقيقية، فيغطي مصاريفه من العملة المزورة قدر الاستطاعة، ويحتفظ لنفسه بالعملة الحقيقية لتهريبها أو استخدمها دوليا وصرفها العملات الصعبة.

6. إن عملية التزوير للعملة الوطنية ما هي إلا متابعة لسياسة الأرض المحروقة التي تسلكها عصابة الأسد في المجال العسكري، بحيث يضر بالأفراد والاقتصاد في سورية في الفترة اللاحقة لسقوطه، فيكون قد ترك آثارا مدمرة حتى على الفترات اللاحقة بعد زواله والإطاحة به، وبعبارة أخرى: هو تخطيط مستقبلي للفساد والإفساد الاقتصادي.

7. هذه العملية جزء من منظومة الكذب والتزوير التي تقتات وتعيش عليها العصابة الأسدية في مختلف جوانب حياتها، سواء في المجال الإعلامي، أو السياسي، أو الإداري، أو الاقتصادي، أو المواثيق والاتفاقيات.

ونسأل الله أن يحفظ سورية من مكر كل ماكر وحقد كل حاقد ومؤامرات كل متآمر، وينصر ثورة شعبنا المكلوم، ويسخر لها قيادة صادقة مخلصة وأمينة وقوية، تصلح ما فسد، وتعمر ما دمر، وتأخذ بيد الشعب لكل رفعة وتقدم، وفق ما يرضى الله تعالى..

المصدر: http://www.bishrm.com/?p=2065