اسم الكتاب: عالم الفقراء الجدد: كيف غيرت الأزمة المالية النظام الاقتصادي العالمي والإسلامي و العربي
المؤلف*: خالد يوسف المقدادي
الناشر: دار النفائس للنشر والتوزيع –الأردن
يتناول هذا الكتاب بالعرض والتحليل، جوانب في الاقتصاد –الاجتماعي للأزمة لم يسبق أن جرى رصدها وتشخيصها بما تستحقه من موضوعية. ويقصد المؤلف في ذلك طبقة “الفقراء الجدد” الذين صنعتهم المعالجات المجتزأة أو الخاطئة لهذه الأزمة ، فانضموا إلى الملايين ممن سبقوهم في شوارع البطالة والفقر واليأس . ولعلهم الذين خرجوا تباعا للشوارع العربية ابتداء من نهايات 2010 يطلبون استعادة حقوقهم المعيشية والإنسانية والسياسية التي أتت الأزمة المالية على ما بقي منها.
ويحتوي هذا الكتاب على ثمانية فصول. يتحدث الكاتب في الفصل الأول منه عن مفهوم ظاهرة الفقراء الجدد كنتيجة مباشرة للأزمة المالية العالمية، ويرصد الكاتب في الفصل الثاني آثارها على العالم الغربي والإسلامي والعربي، ويناقش في الفصل الثالث أسباب قيام الأزمة ويحلل تلك الأسباب بناء على احدث النظريات الاقتصادية والتي طرحت من قبل الكتاب العرب والغربيين على وجه واحد، ابتداء من نظرية فرط الاستهلاك و هرم الاقتصاد المقلوب مرورا بمناقشة نظرية الروح الحيوانية لكينز وأثرها في وقوع الأزمات المالية، فانتهاء بنظريات المؤامرة العالمية.
أما الفصل الرابع يقارن هذا الكتاب حال ما قبل الأزمة المالية العالمية بما حصل عقبها. كما يقيس أبرز التبدلات المنظورة في العادات الاستهلاكية التي أصبحت تخل بأنماط حياة الملايين من أبناء الفقراء الجدد في الوطن العربي وحول العالم، فعالم الفقراء الجدد ما بعد الأزمة أصبح عالما اقل استهلاكا، وأكثر فقرا وبطالة، وأكثر إجراما وحمائية وتطرفا وعبودية.
وفي الفصل الخامس يحلل الكاتب فيه أهم التغيرات التي طرأت على طبيعة العمل المصرفي والمالي في الأسواق المالية العالمية والعربية، ويعدد أبرز الإصلاحات المنوي عقدها أو التي نفذت من ناحية القوانين الضريبية والرقابة البنكية والحوكمة مثل بازل 3، وما ستعنيه تلك الإصلاحات للعمل المصرفي والمالي العربي. كما يناقش الكتاب طيفا من التغييرات الإدارية وطبائع القرار الاستثماري للشركات العربية، خاصة العائلية منها، ليعطي الكاتب في الفصل السادس أمثلة مشهودة على ظاهرة الفقراء الجدد وتأثيرها على المنطقة العربية، من خلال دراسة حالة أزمة دبي وانعكاسها على المنطقة بأسرها.
ويأتي الفصل السابع ليناقش هذه الظاهرة من منظور إسلامي، متوسعا بشكل متخصص في ضوابط الاقتصاد الإسلامي و مميزات هذا الاقتصاد على نظيره الوضعي، مفصلا في صناعة الصيرفة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، مرورا بأزمة الصكوك الإسلامية التي هي حديث الراهن في عالم الصيرفة الإسلامية- لينهي بحلول مقترحة لعلاج الأزمة، مبينا ما يمكن أن توفره ميزات وضوابط الاقتصاد الإسلامي من حلول عملية لظاهرة الفقراء الجدد.
وينهي الكاتب في الفصل الثامن عرضه لملامح وآفاق النظام الاقتصادي العالمي الجديد بأقطابه المتعددة وأبرزها القطب الصيني، و كيف يتسبب ذلك في زيادة نفوذ دول الأغنياء الجدد الصاعدة ومنافستها على موارد الصناعة العالمية مع الإمبراطوريات الصناعية السابقة كأمريكا وبريطانيا، وما قد تؤول إليه الأوضاع مستقبلا من انتفاضات إضافية يقوم بها الفقراء الجدد إن لم تأخذ عملية الإصلاح الاقتصادي مداها المفترض.
* كاتب مقالات اقتصادية ومحلل معتمد في الصيرفة والتمويل الإسلامي من المعهد الإداري والمحاسبي البريطاني في لندن CIMA.
أحدث التعليقات