مقال: موارد الأرض بين سوء الإدارة وفوضى التوزيع – هايل طشطوش

موارد الأرض بين سؤ الإدارة وفوضى التوزيع

هايل عبد المولى طشطوش

        على الرغم من التطور الهائل للبشرية وبلوغها حد الذروة في مجالات التقدم التكنولوجي والمعلوماتي بل ووصلوها إلى أعلى القمم حيث حطت مراكبها على سطح ابعد الكواكب عن أرضنا المعمورة بعد أن كان هاجس وصول القمر ضربا من الجنون والخيال ، ولكن على الرغم من ذلك إلا أنها اليوم تئن تحت وطئة الجوع والفقر والفاقة والاضطراب الاجتماعي والمعاناة من الأمراض والمجاعات والهجرات والتشريد ، هل هو غضب الله عليها لأنها حادت عن الطريق المستقيم بكثرة الذنوب والمعاصي حيث الإباحية المفرطة وعصيان الله جهارا نهارا ومخالفة المنهج الإلهي في التعاملات الاقتصادية والاجتماعية حيث الربا الفاحش العلني المطلق فأصبح تبايع العينه والتحايل على قوت الفقراء وسرقة لقمة العيش من أفواههم علنا وفي وضح النهار ..؟؟؟ أم هو سؤ توزيع موارد الأرض وتبجح البشر بان الموارد غير كافية على سطح الأرض وفي باطنها لمليارات الأفواه الجائعة ..؟؟؟ .

لنقراء بعض الحقائق التي تثبت للبشر سوء تصرفاتهم مع موارد الطبيعة واحتقارها وازدرائها وتقليصها وتقزيمها بأياديهم هدفهم من ذلك هو تحقيق مصالحهم الآنية ومآربهم الشخصية .

     إننا نؤمن أيمانا قاطعا بان الله سبحانه وتعالى خلق الأرض وقدر فيها اقواتها  وما عليها وما فيها من ثروات  وخيرات وموارد لتكفي البشر كلهم وتسع حاجاتهم حتى تقوم الساعة فهذا تقرير رباني والشك فيه هو عصيان صريح لسنه الله التي لا تجد لها تبديلا ولا تحويلا!! ، ” وما  من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ” ، لقد أساء الإنسان لموارد الأرض وعمل على استهلاكها بطريقة ظالمة وبأساليب غاشمة ، وبعض الحقائق التالية تؤكد ذلك:

حيث تشير الدراسات والتقارير أن البشرية  استخرجت و استهلكت ا عبر تاريخها الطويل من العناصر ولا سيما خلال الـ 80 سنة الأخيرة من القرن العشرين النسب التالية من العناصر والمواد:

–  70% من إجمالي ما استخرج من الذهب عبر التاريخ.

-85% من إجمالي ما استخرج من النحاس عبر التاريخ.

– 87% من إجمالي فلزات الحديد.

–   99% من إجمالي النفط.

   –   90-95% من إجمالي كلٍ من القصدير،التوتياء،الرصاص، الزئبق، الفضة، الماس.

 فماذا تركنا للأجيال القادمة؟!. إذا أخذنا على سبيل المثال الوقود الأحفوري  فإن مابنته الطبيعة خلال  عشرات ملايين من السنين أي قرابة 250 مليون سنة استهلكته وستستهلكه البشرية في غضون 100-150 سنة. أي بمعنى آخر أن كل سنة استهلاك تعادل مليون سنة بناء وربما أكثر. المصدر :الجمعية الكونية السورية ،مصدر سابق .

إذا بقي الجشع – بخاصة من قبل الدول الكبرى- على حاله فإن العمر الاحتياطي المتبقي لكثيرٍ من الثروات سيكون في عام 2030 على النحو التالي:

تستهلك البشرية بقسوة موارد الطبيعة ، فقد كانت تستهلك  من الموارد الطبيعية والمعدنية5 مليار طن في عام 1950 فأصبح استهلاكها12 مليار طن  في أواسط السبعينيات ويتجاوز حالياً 15 مليار طن. من ناحية ثانية فإن هذا الاستهلاك يترك مخلفات في الزراعة والصناعة تقدر بـ770 مليار طن سنوياً، أي يلحق نصيب الفرد الواحد 140 طن في السنة . وستتأثر الدول الصناعية بكثير من المخلفات ولا سيما أمريكا التي لا يزيد نسبة سكانها في العالم عن 5% فإنها تطلق 21% من جميع غازات الفحم المنبعثة في العالم سنوياً .مما يجعل وضع الأرض والطبيعة يزداد سوءاً .بل الأخطر من ذلك هو النفايات السامة الصلبة وبخاصة المواد النووية  التي تقدر بـ360-400 مليون طن في العالم سنوياً، أي بالمتوسط 1 مليون طن يومياً وتسعى الدول الصناعية تصريفها وطمرها في دول الجنوب برغبتها أو بدونها. حيث تدوم خطورتها مئات السنين.

لقد أساء البشر إلى أمهم الأرض بتلويثها  وتدمير طاقتها الإنتاجية حيث تساهم النفايات المشعة بتلويث البيئة وهي من مصادر الخطر الكبيرة على بني الإنسان حيث كان إنتاج النفايات المشعة في عام 2000على سبيل المثال على النحو التالي:

– 3.6 مليون متر مكعب في أمريكا.

– 1.5 مليون متر مكعب في دول الاتحاد السوفيتي السابق.

-835 ألف متر مكعب في فرنسا.

-570 ألف متر مكعب في إنكلترا.

     لقد بدأت الدول تسعى إلى توفير بدائل مختلفة للطاقة كي لا يبقى أمنها الوطني ومصيرها معلق بمادة واحدة وهي النفط التي تقول الدراسات انه سينفد خلال (40 -50 ) عاما في كثير من مناطق العالم وتشير الدراسات أيضا إلى إن الغاز يحتاج إلى 100 عام للنفاد بينما الفحم يحتاج إلى 1000 عام والطاقة النووية تحتاج إلى 1000000 عام ([1]) لذلك فهي تشكل  ابرز البدائل القادمة للبشرية يضاف للطاقة النووية الفحم والطاقة الشمسية وطاقه الرياح وطاقة الماء الساقط إلى غيرة من البدائل التي أصبحت الدول تسعى جاهده لامتلاكها أما الطاقة النووية فقد بدأت تحتل مكانة متقدمة كبديل أول من بدائل النفط الذي ترتفع أسعاره بشكل جنوني سنويا وتعتبر الطاقة النووية بديل مثالي للنفط وذلك بسبب عدم وجود تلوث للبيئة ينتج عنها أي أنها مصادر صديقه للبيئة ،ولكن تواجه قضية امتلاكها من قبل بعض الدول خلافات مع الدول الكبرى التي ترى أنها قد تتحول في لحظه من اللحظات إلى طاقه لأغراض عسكرية مما يؤثر على الأمن والسلم الدوليين!!! وشهد العالم خلال عام 2007 وما زال يشهد خلافات عميقة بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة وبين إيران وكوريا من جهة أخرى بسبب سعيهما لامتلاك الطاقة النووية .

      وعلى الرغم من ذلك فانه يوجد في العالم أكثر من (440) مفاعل نووي تعمل في  محطات نووية في 32 بلدا في العالم وتشارك في إنتاج أكثر من 16% من إنتاج الطاقة الكهربائية في العالم ،ومن ابرز الدول المستغلة لهذه الطاقة في إنتاج الكهرباء هي فرنسا التي تنتج 80% من الطاقة الكهربائية التي تحتاجها من خلال 59 مفاعلا نوويا ومن الدول المهتمة في هذا المجال والهند والصين وتركيا وروسيا وبريطانيا  مع العالم إن الولايات المتحدة تنتج 20% من طاقتها الكهربائية من 103 مفاعلا نوويا وقد وضعت توجها جديدا لإنتاج الطاقة الكهربائي من الجيل الرابع من المفاعلات النووية التي تعتبر اقتصادية وأكثر آمانا وأكثر دواماً ،ومن المميزات الهامة لها أنها اقل تلوثا بل يكاد يكون تلويثها معدوما إن أحسن استخدامها، وهناك تجارب ناجحة لبعض الدول في مجال إنتاج الطاقة المتجددة من مصادر نباتية كقصب السكر كما هو الحال في البرازيل التي أنتجت الوقود من عصارة قصب السكر .

كذلك فقد ذكرت التقارير الصحفية إن بريطانيا ستقوم بإنتاج وقود حيوي جديد وهو عبارة عن بنزين مخلوط مع كحول الذرة والذي يسمى (البوتانول) وتقوم بهذا المشروع شركة (BP) بريتش بتروليوم البريطانية حيث يرى خبراء الطاقة أن مادة (البوتانول )توفر قدراً كبيراً من الطاقة التي يوفرها البنزين ،ويمكن تحضير (البوتانول ) من تخمير السكر بفعل كائنات حية دقيقه مثل الفطريات والبكتيريا ،حيث يرى العلماء انه سيصبح البديل المحتمل للنفط ويتفوق على (الايثانول ) الذي يصنع من الذرة والقمح وقصب السكر ،ولكن كمية إنتاج (الايثانول) ما زالت أكثر من (البوتانول) حيث ينتج كل 32,5 لتر من الذرة اقل من 2% من (البوتانول) مقارنه ب 12% من (الايثانول) ونتيجة لذلك فان شركه BP طلبت من العلماء المختصين العمل على تطوير جين معين يساعد على زيادة إنتاج (البوتانول) مما يفتح المجال أمام توفير وقود أكثر كفاءة وفائدة.حيث يرى العلماء إن (البوتانول) أفضل من (الايثانول) كوقود وذلك لسهولة نقلة عبر الأنابيب ويمكن أيضا خلطة مع الوقود الحالي بنسب مرتفع أكثر من (الايثانول) إن هذه المميزات دفعت بالشركات المختصة في مجال الطاقة للاهتمام بهذا المنتج الحيوي كوقود للمستقبل وخاصة كوقود للطائرات وتستعد الشركات ألان لثورة حقيقية في مجال إنتاج الوقود الحيوي حيث وعدت إدارة الطاقة الاميركية بإنفاق أكثر من بليون دولار على أبحاث الوقود الحيوي خلال السنوات خمس القادمة وكذلك تم الإعلان في الولايات المتحدة أنها ستستخدم 30% من محصولها من الذرة لعام 2008 لإنتاج الوقود الحيوي وقد ساهم استخدام الولايات المتحدة لمحصول الذرة لإنتاج الطاقة المتجددة في رفع أسعار المواد الغذائية في العالم عام 2007/2008 حيث ارتفع سعر القمح خلال الشهرين الأوليين من عام 2008 بمعدل 17% عن سعره الطبيعي ،وذكرت تقارير الأمم المتحدة على لسان المقرر الخاص لحق الغذاء بالأمم المتحدة (جون زيجلر) في مقابلة نشرت يوم 14/4/2008 في صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية أن هناك أزمة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية يعيشها العالم وخاصة ارتفاع أسعار القمح والأرز وأشار إلى أن هذه الأزمة ستتسبب في أعمال شغب واضطرا بات وعنف ستشمل العديد من مناطق العالم وستؤدي إلى موجة من الصراعات والاضطرابات الإقليمية التي يصعب السيطرة عليها وهذا سيؤدي إلى زعزعه الأمن والاستقرار السياسي لكثير من بلدان العالم ،وذكر أن انه قبل بدء الأزمة يموت طفل واحد دون العشر سنوات كل خمس ثواني أي بمعدل 12 طفل كل دقيقة ويتعرض 854 مليون شخص لسؤ التغذية بشكل خطير واعتبر أن ذلك يشكل مذبحة وشيكة وخاصة أن الأسر في الدول النامية تنفق من  60 إلى 90%من ميزانيتها على الغذاء بينما الأسر في الغرب تنفق ما بين 10-20% من دخلها على الطعام حيث أن هذا الأمر يشكل تحديا من اجل البقاء لهذه الأسر في الدول النامية ،والقى باللوم على حكام العالم وخاصة الولايات المتحدة التي سببت هذه الأزمة لأنها استخدمت الغذاء لإنتاج الوقود الحيوي ” ، وفي نفس الإطار فقد أورد تقرير لمنظمة (اوكسفام ) الإنسانية البريطانية أن نحو مليار شخص في الدول النامية مهددون بالمجاعة جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية ،وأضافت في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للغذاء الذي تنظمه الأمم المتحدة أن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية هذا العام (2008) مثل الأرز والحبوب جعل 119 مليون شخص في وضع المجاعة وفي المحصلة فان 967 مليون شخص يعانون حاليا سؤ التغذية ، حي أشارت المديرة العامة (باربرا ستو كينغ)  أن ارتفاع الأسعار المواد الغذائية كان له أثار مدمرة على بعض الشعوب لافته إلى أن الأرز ارتفع بنسبة 300% في غواتيمالا فيما تضاعف سعر الطحين والأرز في كمبوديا والفلبين العام الماضي ” ، وفي تقرير آخر لمنظمة (كير انترناشيونال ) ان المجاعة تهدد 17 مليون شخص من سكان القرن الإفريقي بينهم 6،4 مليون في إثيوبيا ونصف سكان الصومال ،وأكد التقرير أن الكوارث لاطبيعية وفي مقدمتها الجفاف والنزاعات وارتفاع أسعار المواد الغذائية جعلت الملايين مهددين بالمجاعة وضاف مدير (كير انترناشيونال ) (جونثان ميشيل) أضيفوا الأزمة المالية الحالية إلى كل ذلك تلاحظون أن الأمور تنحو إلى الأسوأ “

 هذا وقد توصل باحثون هنود إلى اكتشاف علمي مهم قد يحث ثورة هائلة في مجال إنتاج الطاقة البديلة حيث استطاعوا اكتشاف عملية إنتاج للوقود الحيوي من نبته تدعى (الجاتروفا ، (jatropha، أو ما أسموها ب(النبتة المعجزة ) حيث اكتشفوا أن نسبة الزيت في بذورها تتراوح من 35 – 40% وهي سريعة النمو وتعطي ثمارها بعد سنتين ومتوسط إنتاج الشجرة الواحدة 15 كغم من البذور ويدوم إثمارها حوالي 50 عام ووجدوا إن إنتاج الميل المربع الواحد هو 2000 برميل من زيت الجاتروفا في العام وهي نبته قادرة على النمو في كل الظروف البيئية والجوية ولا تحتاج إلى الماء او الرعاية فتعيش في الصحارى الجافة والقاحلة ،وقد اهتمت الدول الاوروبيه واليابان بها حيث أنشأت محطات تزويد الجاتروفا للسيارات وماكينات الديزل وتعطي بذور الشجرة حوالي 40% من النفط الذي يمكن استخدامه للسيارات والمعدات المختلفة حيث تنتج كل 4 كغم من بذورها ليتر مكن النفط وهي غير صالحة للأكل من قبل المواشي وتشكل حماية للنباتات الأخرى ضد الأمراض والفطريات الشجرية والحشرات الضارة ويمكن الاستفادة من مخلفات بذورها في صناعه الصابون والكريمات ،وقد بداء العالم يهتم بهذا الموضوع حيث سيعقد في حزيران عام 2008 مؤتمر دولي في الولايات المتحدة بعنوان (جاتروفا 2008 ) من اجل الإطلاع على أخر ما توصلت له الدول في هذا المجال .

وفي شهر آب عام 2008 نشرت مجلة Business Week جدولا عن الطاقة المتجددة في بعض مناطق العالم ومدى اهتمام الدول بها كبديل عن الطاقة التقليدية ومن هذه الأرقام :

* الاستثمارات الأكثر في مجال الطاقة للعام 2007:

-ألمانيا 14 بليون دولار.

-الصين 12 بليون دولار.

-الولايات المتحدة 10 بليون دولار.

*نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في الإنتاج الكلي للطاقة :

-الصين 8% لعام 2006 والغاية هي الوصول إلى 155 عام 2020.

-الاتحاد الأوروبي 6,5% عام 2006 والغاية هي الوصول إلى 20% عام 2020.

الولايات المتحدة 4،8% عام 2006.

* الطاقة المتولدة من الخلايا الشمسية في عام 2007 بالميغاوات:

– الصين 1188

– الاتحاد الأوروبي 1063.

– اليابان 920.

-الولايات المتحدة 266.

* نسبة مساهمة الطاقة المتولدة من الرياح في الإنتاج الكلي للطاقة في الصين:

– عام 2005 = 2،1%.

-عام 2006 = 3،5%.

– عام 2007= 6،4%.

 أن ما سبق يدلنا على انه رغم التقدم الكبير في الاقتصاد العالمي من حيث زيادة حجم الناتج العالمي إلا أن الفجوة تزداد بين الفقراء والأغنياء وان أول من يعاني من أزمات الغذاء والوقود هم الفقراء الذي يعيشون في العالم النامي ونلاحظ أيضا تلازم الأمن الغذائي  بالأمن والاستقرار السياسي وهو ما يجب أن تنتبه له الدول الكبرى التي ليس لها غاية سوى توفير الطاقة لأدامه إنتاجها وتحقيق بغيتها والتي هي تكديس رؤوس الأموال وتحقيق الأرباح بغض النظر عن القيم الأخلاقية ،ولكن يبدو ان تيار العولمة الجارف لن يرحم حتى الدول الكبرى القوية اقتصاديا وسياسيا حيث بداء العالم يشهد مع تصاعد أزمة الغذاء والوقود التي بداء يعيشها تراجعا في اقتصاديات كثير من الدول حتى العظمى كالولايات المتحدة التي ذكرت التقارير أن اقتصادها يشهدا تباطؤا كبيرا وذلك بسبب الظروف الصعبة التي تحيط به وأبرزها التكاليف الباهظة على الحرب على العراق وكذلك أزمة ارتفاع أسعار النفط التي تجاوز حاجز الـ 110 دولارات ، بل انه وصل إلى حاجز الـ 120 دولار مع نهاية ابريل  2008 وتعدى ذلك ليصل إلى حوالي 148 دولار في شهر حزيران 2008 !!! .

من الجميل هنا إن نشاهد بعض الإحصائيات المتعلقة بسكان الكرة الارضيه حيث تطور عدد سكان الكرة الأرضية منذ القديم وفق ما يلي:

التاريخ      عدد سكان العالم بالملايين             التضاعف عددٍ من السنوات

8000ق.م             5                                         1500

200ق.م             190                                       

1000م               265

1300م               360

1400م               350          

1650م               500                                         200

1800م               900

1850م               1000                                        80

1900م               1600                                       

1930م               2000                                        45

1950م               2500

1975م               4000                                        35

2000م    أكثرمن   6000                                          25 

من المتوقع أن يصـل عدد سكان العالم إلى 7.8مليار إنـسان قبل عام 2050  حيث 90% من هذه الزيادة في دول الجنوب.أي الزيادة السكانية في دول الجنوب من مرتبة 75 مليون إنسان كل عام.فإذا كان الإنسان في هذه الدول يحتاج كحد أدنى إلى 1000دولار سنوياً لكي يعيش فهذا يعني ضرورة إضافة75 مليار دولار سنوياً زيادة في دخل هذه الدول، وضرورة بناء أكثر من 20 مليون منزل وإذا اعتبرنا أن كل إنسان يحتاج سنوياً إلى1 طن مواد غذائية فهذا يعني الحاجة إلى75 مليون طن مواد غذائية إضافية في السنة وإذا كانت مخلفات الإنسان الشخصية1طن في السنة فهذا يعني زيادة في المخلفات البشرية 75  مليون طن.التزايد السكاني في العالم حاليا وفق ما يلي:

–  0.6% في أوربا.

– 0.75% في أمريكا الشمالية.

– 2.55% في أفريقيا.

– 2.15 %في أمريكا اللاتينية.

– 2.4% في الوطن العربي.

–  1.9% في دول الجنوب عموماً.

–  1.57% عالمياً.

كان عدد سكان الوطن العربي80 مليوناً عام 1950 فتضاعف ليصل إلى160 مليوناًعام1980 ،أماسكان الوطن العربي حالياً فمن مرتبة300 مليون إنسان وسيزداد العدد إلى600 مليون إنسان عام 2050، وبالنسبة إلى سورية فعدد السكان حالياً من مرتبة 18 مليون إنسان وسيصبح من مرتبة 27 مليون إنسان عام2025 وإلى مرتبة34 مليون إنسان عام 2050. الغريب أن الدول الغنية القادرة على تحمل عبء التزايد السكاني ،فإن التزايد فيها قليل جداً أو معدوم او سلبي. على سبيل المثال سكان اليابان من مرتبة128 مليون إنسان حاياً وسكان نيجيريا من مرتبة137 مليون إنسان ولكن في عام 2050 سينخفض عدد سكان اليابان كما هو متوقع إلى100 مليون إنسان وستغدو نيجيريا300 مليون إنسان  تشكل هذه الزيادة السكانية عبئاً إضافياً على دول الجنوب وإلى مزيدٍ من تدهور البيئة وإلى فقرهم وإفقار الآخرين..  

أن عملية تحديد النسل التي استخدمتها كثير من المجتمعات أدت بها إلى إن تتحول إلى مجتمعات شيوخ وكبار سن وعجزة كما حصل في أوروبا حاليا حيث أصبحت تسمى بالقارة العجوز أي التي يزيد فيها عدد الشيوخ العجزة على الشباب بنسب كبيرة مما جعلها تعاني من مشكلات اجتماعية واقتصادية أدركت إن المخرج منها هو في تجديد طاقات المجتمع برفده بالمواليد الجدد والدماء الشابة .

ولكن وفي الجانب الأخر يلعب عنصر السكان دورا مهما في التأثير على البيئة والتي تعود بآثارها السلبية على الأمن العالمي والإقليمي  ، فإذا ما تصفحنا بعض الأرقام الخاصة بالانفجار السكاني البشري الهائل نجد الآثار المباشرة لهذا العنصر على راحة وأمان الإنسانية ، حيث يتوقع الخبراء أن يصل عدد سكان العالم عام 2025 إلى 8،5 مليار شخص والى  11،5 مليار عام 2050 يصاحب ذلك هجرة البشر من الريف إلى المدن لأن طبيعة الحياة المعاصرة أصبحت تفرض ذلك ،ولعل هذا الانتقال من الريف إلى المدينة يحمل معه أثارا سلبية تكاد لا تعد ولا تحصى ،  أبرزها : الاستعمالات الخاطئة للأرض حيث تحولت السهول الخضراء التي كانت تطعم ملايين الأفواه من خيراتها إلى غابات إسمنتية ، وتقليص الغابات وتناقص المساحات الخضراء ، وتراجع الثروة المائية (حيث تشكل المياه الصالحة للشرب اقل من 1% من مجموع المياه على سطح الكرة الأرضية) ، وتناقص الثروة الزراعية ، والضجيج ،  وتلوث الهواء ،….. الخ ولكن على الرغم من هذه المشكلات إلا أن نسبة التحضر ارتفعت من 45% إلى 65% ما بين عامي 2000 و 2025 وتضاعف معها عدد المدن الكبيرة بالعالم والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة ، فمثلا عام 1850 كان هناك 4 مدن فقط وفي عام 1950 وصلت إلى 75 مدينة وفي عام 1990 ووصل العدد إلى 273 مدينة ومن المتوقع أن يصل عام 2050 إلى 1000 مدينة ، وأصبحت ظاهرة “المدن المنتفخة” ([2])  من أهم ملوثات البيئة في العصر الحديث حيث ارتفع عددها من 24 مدينه عام 1970 إلى 85 مدينة عام 2000 حيث يقع ما نسبته 80 % منها في الدول النامية ، إن هذا كله خلق مشكلات بيئية واجتماعية واقتصادية انتقل تأثيرها من البعد المحلي إلى الإقليمي ثم إلى العالمي او الكوني فأصبح ما يؤثر على الإنسان العالمي في شرق الأرض هو ذات الهم الذي يؤرق الإنسان في غربها والعكس صحيح ، وان هذا كله خلق الأزمات المالية والغذائية وبالتالي الاضطرابات السياسية والعنف والحروب والمظاهرات …الخ  من أشكال عدم الاستقرار وبالتالي نجد أن كل هذه المؤثرات تصب في خانه منظومة الأمن الشاملة.

وأما نظرة الإسلام إلى موضوع إدارة الموارد وكيفية استغلالها فهي نظرة شمولية دقيقة حصيفة اتصفت بالواقعية والموضوعية ، فقد حث الإسلام على تعبئة الطاقات المالية والبشرية والطبيعية وحث على العمل وشجع علية ورغب به  وحض على الإنتاج وبذل الجهد في استخراج خيرات الأرض وثرواتها واستغلالها وهناك أحكام كثيرة في الإسلام تدفع نحو ذلك منها أحكام الإحياء والإقطاع والاستزراع ومنع الحمى وتعطيل الأرض وهناك أحكام العقود الزراعية التي تشجع على استغلال الأرض ومنع تأجيرها بثلث او ربع او بطعام مسمى ولذلك فقد رفض الإسلام المكافآت العقدية وأمر بالاتجاه  نحو الفرصة البديلة التي تعني استغلال المورد خير استغلال .

      وأما من يدعي أن موارد لا تكفي عدد  سكانها فهو مناقض للفطرة ومخالف لأمر الله عز وجل الذي جعل لكل ما دب على هذه الأرض منذ عهد ادم إلى ان تقوم الساعة رزقه ونصيبه من الموارد ، حيث ورد في حديث نبينا الكريم قوله :” ان روح القدس نفث في روعي ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وتستوفي واجلها ”  وكذلك يقول رسولنا الكريم ” : “إن الرزق ينزل من السماء إلى الأرض على عدد قطر المطر إلى كل نفس بما قُدِّر لها، ولكن لله فضولٌ، فاسألوا الله من فضله”.

لذا فالمسألة هي سؤ إدارة وظلم في توزيع  الموارد بين الخلائق وما يؤكد ذلك هو حال النظام الرأسمالي القائم على الحرية المطلقة وغير المنضبطة في الكسب وتحصيل القدر الأكبر من الموارد بغض النظر عن الوسائل فالغاية عندهم تبرر الوسيلة وهو ما يرفضه الإسلام وينبذه.

[1]) ) هذه المعلومات منقولة على لسان الدكتور احمد علي ،خبير استراتيجي في مجال الطاقة ،من خلال برنامج ” أسواق العراق”  الذي بث على قناة العربية الفضائية يوم 14/2/2008.

[2]) ) هي المدن التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة  .