دارت أحاديث كثيرة خلال الفترة الماضية عن مشكلة الغذاء في العالم وما يتوقع أن يواجهه من تحديات خلال الفترة القادمة خاصة بعد أن حلَّ الدمار بعدد من الدول التي تعتبر أساسية في دعم العالم كله بتوريد الغذاء له وعلى قائمة هذا القمح بالطبع، باعتباره هو العنصر الأهم والأول من عناصر الغذاء، فكما يقولون “مَن يملك القمح يملك قوت شعبه”، وأزمة الغذاء هذه المرة لا ناقة لأحد فيها ولاجمل ولا تدبير لأحد فيها إلا برحمة من الله سبحانه، ففي عام 2008 كانت هناك أزمة غذاء ولكنها كانت مصطنعة من قِبل التجار العالميين في مجال الأغذية، ولذا كان من الممكن حلها بالضرب على أيدي هؤلاء، أو حتى بقطع هذه الأيدي كما فعل المستنصر بالله الفاطمي حينما طبَّق حد الحرابة على التجار المحتكرين للسلع الغذائية في عهده بعد أن تسببوا في تصعيد الأزمة الغذائية حينها لأقصى درجة، فالأزمة هذه المرة أشد وأنكى.
بداية.. دائماً ما يطلقون على مثل هذه الأزمة والتي تمس أمن عدد كبير من دول العالم أزمات عالمية، ولكن هذه الأزمة من المفترض أن نسميها “الأزمة المصرية”، إن جاز التعبير، فمصر هي أكبر دولة “متسولة” للقمح في العالم، خاصة أنها هي نفسها التي استطاعت أن تطعم العالم كله ولمدة 7 سنوات كاملة في عهد يوسف “عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام”، فاستطاعت أن تقدم الطعام واستطاعت أن تخزنه كل هذه المدة وذلك منذ آلاف السنين.
وفي السطور القادمة سوف أركز على أربع نقاط أساسية، محاولاً أن أجمع المشكلة من أكثر من جانب في مكان واحد، والنقاط الأربعة هي:
– شرح لماذا مصر متسوِلة للقمح وليست مستوردة ككثير من الدول الأخرى؟، ولماذا استخدمتُ كلمة متسولة مع أنها تؤذيني وربما تؤذي مشاعر كثير من القراء الأفاضل.
– ربط عدد من الإحصائيات ” والتي سنوردها مجمتعة في جدول” ببعضها البعض وشرح دلالاتها.
– ذكر موقف الحكومة المصرية من أزمة القمح في القديم وبعد وقوع الأزمة الروسية، والرد عليها في ما ورد على لسان المسئولين من تبريرات لعدم استطاع مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، أو سبب الإصرار على التسول.
– الحلول المقترحة من وجهة نظر العلماء المعاصرين أو التي عرَّفنا بها النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 سنة، وذلك لحل مشكلة الغذاء بعامة والقمح بخاصة سواء في مصر أو العالم أجمع، ثم الكلمة الأخيرة.
وسوف أضطر “مع الاتيان ببعض الإحصائيات الحديثة” أن أكرر بعض المقولات والإحصائيات التي سبق وأن أتى بها أكثر من واحد من قبل، ولكن وضع هذه الإحصائيات وهذه التصريحات بجانب بعضها البعض ربما نخرج منه باستنتاجات جديدة، وسنورد الجدول في البداية لأن كل ما بعده متعلق به
التفاصيل: مصر من سلة غلال العالم لأكبر متسولة للغذاء فيه – محمد أبو مليح محمد
أحدث التعليقات