سندات الوقف مقترح لإحياء دور الوقف في المجتمع الإسلامي المعاصر – أ.د. محمد عبد الحليم عمر
إن الوقف أسلوب إسلامي يدخل فى إطار الصدقات الجارية التى حض عليها الإسلام لتوفير مصدر ثابت ومستمر لتمويل الحاجات العامة ورعاية الطبقات الفقيرة، ولقد قام الوقف بدور بارز فى عصر ازدهار الدولة الإسلامية ومازالت الأوقاف القائمة الآن من آثار هذه الفترة، إلا أنه فى العصر الحاضر قلَّت موارد الوقف فى صوره إضافات جديدة رغم شدة الحاجة إلى ذلك نظراً لزيادة نطاق الفقر وعجز الموارد المالية العامة عن تلبية إحتياجات الطبقات الفقيرة فى المجتمع إضافة إلى ما تفرضه العولمة من تقليص لدور الدولة الاقتصادى حتى فى عملية إنشاء وإدارة المرافق العامة وهو ما ترتب عليه إبراز أهمية دور المنظمات غير الحكومية التى تقوم على المشاركة الشعبية فى الخدمات العامة.
ونظراً لما سبق فإن الأمر يتطلب البحث عن أساليب وآليات لتوفير موارد لتمويل الحاجات العامة وبدلاً من البحث عن المستورد من الأفكار والتزاماً بأحكام وتوجهات الإسلام فإن الأمر يتطلب التوجه إلى ما قررته الشريعة من نظم وأساليب وهى كثيرة ومتعددة مثل الزكاة والوقف وسائر الصدقات التطوعية والنفقات الواجبه، وفى هذه الورقة نطرح فكرة جديدة تحت مسمى «سندات الوقف » يمكن من خلالها إحياء دور الوقف للإسهام فى توفير مصدر دائم ومستمر لتمويل الحاجات العامة.
وسوف نبدأ الدراسة بمدخل يمثل الفصل الأول منها للتعرف على الجوانب الفقهية للوقف لأنه يجب الالتزام بأحكام الوقف فى الشريعة الإسلامية كما بينها الفقهاء، ثم نلى ذلك بالاشارة إلى أهمية الوقف وما يمكن أن يقوم به اقتصادياً واجتماعياً استرشاداً بما حدث فى التاريخ الإسلامي وتطبيقاً على الظروف المعاصرة، وننتقل بعد ذلك إلى الفصل الثانى الذى تتناول فيه الفكرة الأساسية لمقترح سندات الوقف والمبرر لطرحها ثم نجمل الكلام على كيفية تطبيقها، وبناء على ماسبق يمكن أن تنتظم الدراسة فى الآتى:
الفصل الأول: التعرف على الوقف وأهميته وبشتمل على المباحث التالية:
المبحث الأول: ملخص الجوانب الفقهية للوقف.
المبحث الثانى: أهمية الوقف
الفصل الثانى: الجوانب المختلفة لمقترح سندات الوقف ويشتمل على المباحث التالية:
المبحث الأول: مقترح سندات الوقف – الفكرة – الأسس – المبررات – المجالات.
المبحث الثانى: الجوانب التطبيقية لسندات الوقف.
أحدث التعليقات