خيارات البيوع وبيوع الخيارات جناس في الألفاظ وافتراق في المضمون – أ.د.عبدالجبار حمد السبهاني

بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،، الخيار في البيع: يعني تخيير المتعاقد بين إمضاء البيع أو فسخه، وهذه المزية، مزية التخيير، قد تثبت لكلا المتعاقدين بنص الشرع مثل خيار المجلس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا”، وقد تثبت لأحد المتعاقدين مثل الخيار الذي يثبت لمن اشترى المصراة:” فإن رضيها أمسكها وإن سخطها اعادها وفي حلبتها صاع من تمر”، ومثل الخيار الذي يثبت للجالب الذي باع قبل أن يهبط السوق:”… فسيدها بالخيار اذا هبط السوق …”. وقد تثبت هذه المزية للمتعاقد بشرط يتراضى عليه العاقدان، وهذا الشرط يُنشيء إراديا حقا يثبت لاحدهما او لكليهما، يخول مشترطه فسخ عقد البيع في مدة معلومة.

أما بيوع الخيارات: فهي تراتيب ارادية شرطية محدثة تعطي حاملها (مشتريها) الحق (لا الالتزام) في شراء أو بيع كمية معلومة من مبيع معلوم: ورقة مالية أو سلعة أو مؤشر، خلال مدة محددة، أو في تاريخ محدد، بسعر تنفيذ يتم الاتفاق عليه مسبقا مع متعاقد معلوم، وبموجب هذه التراتيب يكون متاحا لصاحب حق الخيار تنفيذ الصفقة أو عدم تنفيذها، ومقابل حصوله على هذه المزية: الاختيار بين الامرين، فإنه يدفع لمن أعطاه اياها ثمنا معلوما غير قابل للرد هو ثمن الخيار.

وفيما يلي ايضاح بأهم عناصر الافتراق بين خيارات البيع وبيوع الخيارات، لعل ذلك يمّكن القارئ من الوصول الى حكم سليم بصدد مشروعية التعامل ببيوع الخيارات التي كثيرا ما تلبست بخيارات البيع مستغلة هذا الجناس اللفظي.

موضوع المقارنة

خيارات البيوع

بيوع الخيارات

1

محل العقد

محل العقد هنا محل واحد وهو مال قابل للمعاوضة

أما الخيار فهو ليس محلا للعقد قطعا

المحل هنا محلان:

  • الخيار وهو إرادة مجردة في أن يبيع أو يشتري
  • ورقة مالية، مؤشر، عملة

2

طبيعة

الصفقة

عقد بيع مفرد

عقدان:

  • عقد بين بائع الخيار ومشتريه
  • عقد بين بائع الورقة أو المؤشر ومشتريها ( بيع وشرط، أو بيعتين في بيعة).

3

وظيفة

الشرط

مقاصد يقتضيها العقد مثل: التروي

ودفع الغرر والخديعة والتدليس

  • التحوط غير المشروع بوأد المخاطرة أو ترحيلها إلى الغير
  • المقامرة على انحراف الأسعار الفعلية عن المتوقعة

4

اللزوم

عقد بيع أصله اللزوم، فيه خيار

  • بيع خيار لازم لا خيار فيه
  • بيع موضوع آخر الأصل فيها التردد (98% ) من عقود الخيارات لا تنفذ

5

متلازمة

العقد

يحقق التكافؤ والتلازم بين الحق والالتزام

لكلا المتعاقدين على أساس الرضا القائم على العلم

يفصل بين الحق والالتزام فيجعل الحق

لأحد العاقدين والالتزام على آخر بإرادة المتعاقدين دون مستند شرعي.

6

الأثر

الاقتصادي

تبادل حقيقي يرّوج الناتج ويوسع السوق

مضاربات وتضخم ومكاسب

غير مشروعة

7

الثمن

خيار لا ثمن له مرتبط بعقد

البيع الأصلي

خيار البيع له ثمن مستقل وهو قابل

للتداول مستقلا عن البيع الموهوم

8

التوقيت

خيار في أن يمضي أو يفسخ

ما عقد عليه أصلا

  • خيار في أن ينشئ مستقبلا عقدا أو يدع
  • مسبوق بعقد لا خيار فيه هو بيع الخيار

9

أطراف

العقد

طرفان:

علاقة مباشرة بين بائع السلعة ومشتريها

أطراف متعددة ضمن منظومة عقدية غير مباشرة:

  • 1. بائع الخيار ومشتريه
  • 2. بائع الورقة ومشتريها
  • 3. السمسار
  • 4. وبيت المقاصة
  • 5. وإدارة السوق

10

المآل

يؤول إلى صلاح، لأنه يرسي العقود

على أصل سلامة محل العقد

يؤول إلى فساد، لأنه يجر مضاربات تفوق حجوم التعامل الحقيقية بما نسبته 98% مما يقود إلى تضخم واضطراب في الاقتصاد.

المصدر: http://faculty.yu.edu.jo/SABHANY/default.aspx?pg=1ab4fdc6-7527-4a27-815b-611410e22397