كلمة أ. د. سامر مظهر قنطقجي .. حفظه الله

الحمد لله الذي سخرنا لخدمة دينه وأقامنا على ثغر الاقتصاد الإسلامي وأساله تعالى أن يتقبل منا عملنا وأن يبارك لنا فيه.

إني رأيت في تصرف الصديق رضي الله عنه عندما سد الثغر في الغار بقدمه أنه قد أتعب من بعده وأقام عليهم الحجة، فقد قرأت في عمله أنه يجب على كل مسلم أن يذب عن إسلامه بسد أي ثغر يتوقع منه الأذى لأهل دينه ولو كان ذلك بقدمه.. فمن منا لا يستطيع ذلك؟

وإني رأيت أن تجار المسلمين قد فتحوا الآفاق بحسن أخلاقهم وصدق تعاملاتهم.. لذلك حق على حملة الاقتصاد الإسلامي أن يقدموا للعالم أنموذجهم الأخلاقي والعقلاني والواقعي ليكونوا خير خلف لخير سلف.. وقد منّ العزيز الجبار على أهل زماننا بهذا الخير وبهذا النصر الذي لم يعد صعبا.. فقد هيأ لنا سبحانه كل مستلزماته وما علينا سوى بذل الجهد ثم القطاف..

لقد هيأ سبحانه وتعالى لنا رجالاً في القرن الماضي نظّروا وسطروا رؤاهم، ثم هيأ الكريم المتعال رجالاً طبقوا النماذج النظرية فأخطأ منهم من أحطأ وأصاب منهم من أصاب وحسبهم أنهم اجتهدوا.. ثم هيأ الرحمن لنا قيام مؤسسات مالية دولية تعمل بكل طاقاتها التي أوتيت لها.. ثم هيأ لنا الرزاق أخوة صادقين استخدموا التقنية لنشر علوم الاقتصاد الإسلامي فأتاحوها بأبخس التكاليف للجميع من المسلمين وغير المسلمين.. ولا ننس أنه تعالى قد قوّض أصحاب الأفكار الطيبة أمثالكم فرسم رسمه وترك التدبير على رب التدبير..

وأقول ما قلته من سنوات سبع خلت.. إن هذا القرآن قد أعجز العالم عندما برع أهله لغويا.. ثم أعجزهم عندما امتازوا بالعلم.. ولابد أنه معجزهم عندما اتصفوا بالاقتصاديين.. إننا سنعيش إعجاز القرآن الاقتصادي بعونه تعالى..

وها هي الأزمة المالية العالمية قد أتت على الأخضر واليابس فأعجزت القوم وجعلت كبار مفكريهم وعقلائهم يجهرون بالقول عودوا إلى القرآن ففيه الحلول التي ننشد ومنهم من قال أما آن لوولستريت أن تعتنق الإسلام؟؟

لذلك فإن الساحة الآن مهيأة لنصر قريب فهل جهز المسلمون أنفسهم لقطف ثماره؟ أم أنهم مختلفون فيما بينهم حيث استفاق المشككون من نومهم ليتحفونا بأن لا اقتصاد ولا محاسبة ولا مصارف ولا تأمين ولا استثمار إسلامي؟؟ ويا ليتهم ما استفاقوا من نومهم!! والمؤسف أن فريقا آخر اعتلى بعض المؤسسات الإسلامية تحقيقا لمآرب الله يعلمها بحثا عن مصالح خاصة ضاربا بعرض الحائط دينه وإسلامه!!

مما سبق أقول: سنشد العزم ما آتانا الله لنثبت للجميع بأننا أهل النصر وأهل العزيمة وسنثبت نجاعة ما لدينا ولابد أن يهيأ الله لنا من يعيننا فهو المعين سبحانه ونحن على الدرب معكم يا أخي موفق وفقك الله ورعاك ونصرك وأيدك إنه سميع عليم..

 

أ. د. سامر مظهر قنطقجي

مدير مركز أبحاث فقه المعاملات المالية

رئيس الجامعة الاسكندنافية