الدكتور عبدالباري محمد مشعل أحد أبرز العاملين في مجال الرقابة الشرعية على البنوك الإسلامية وهو أحد مهندسي المنتجات المصرفية الإسلامية.
ليس هذا من قبيل الثناء العاطر وإنما هي تقدمة توضح دور الرجل في تنمية الصناعة الإسلامية، وتبين أنه عضو رقابة من العيار الثقيل وليس شخصاً مهمشاً لم يستطع أن يثبت وجوده في الساحة فاكتفى بتبني مبادرة يحدث بها فرقعة إعلامية كما يدفع دائماً بعض العاملين في الهيئات الشرعية كل نقد يوجه لهم بالعدد الكبير الذي ينتسبون إليه من المؤسسات.
قاد مشعل مبادرة تستحق كل إجلال وتقدير فالمصداقية العالية، وتحمل المسؤولية جعلاه ينسحب من عضوية 30 هيئة شرعية تعمل في المؤسسات المالية الإسلامية، مكتفياً بعضويته في 4 أو 5 مؤسسات.
هذه المبادرة يصعب أن يتبناها سوى قلة من الأشخاص، فالأمانة التي استشعر ثقلها قادته إلى اتخاذ القرار بالانسحاب من هذه المؤسسات، مبرراً ذلك بصعوبة التوفيق بين هذه المؤسسات وإعطائها حقها، إذ رفض أن يكون اسمه واجهة لهذه المؤسسات، تكتسب به ثقة الجمهور دون أن يكون له دور حقيقي يستشعر من خلاله أنه قدم ما يستحق أن يستمر في عضويتها.
موقف مشعل عاد ليذكر بالموضوع الجديد القديم الذي دائماً ما يتكرر وهو تأهيل الكوادر البشرية في الهيئات الشرعية، ولاشك أن هناك من سينتقد قرار مشعل ويعتبره تصرفاً غير حكيم أوجد ثلمة فيما يسعى العلماء لسدها خصوصاً مع التوجهات الغربية للدخول في الصيرفة.
إسطوانة ”مشروخة” دائماً ما تكرر لتبرير الكم المهول الذي يحتكره بعض المشايخ من الهيئات الشرعية الذين يعتبرون أنهم المؤهلون لمثل هذه المهمة دون غيرهم من العلماء.
وسيفهم الكثيرون ما أقوله على أنه تهجم على هؤلاء العلماء – حاشا وكلا فدورهم لا ينكره إلا جاحد – وإنما ملت نفوسنا من هذه الأوهام التي تردد فهل يعقل أن عدد العلماء المؤهلين للعمل في هذا المجال لا يصلون إلى 300 عالم، ودائماً ما تتكرر هذه المعلومة على أنها من المسلمات والحقيقة أنه يوجد في جنبات عالمنا الإسلامي أضعاف مضاعفة من مثل هذا العدد كلها على قدر عالٍ من العلم بل هي أقدر من كثير من البارزين على الساحة المصرفية إلا أن الظروف لم تخدمهم وبمعنى أدق لم يجدوا من يدفعهم أو يلمعهم إعلامياً أمام الإدارات التنفيذية بالمصارف ولم تجد الفرصة كغيرها من الأسماء التي يشار لها بالبنان.
حتى وصل حال محدودية العلماء أو الوهم الذي نعيشه أن يصبح أحدهم عضواً في 70 مؤسسة، مبادرة مشعل لعلها تكون خطوة لفتح الباب للكثيرين.. وكسر حصار الاحتكار في الهيئات الشرعية بالمؤسسات المالية الإسلامية.
المصدر: http://www.alwatannews.net/index.php?m=columnDetail§ion=44&columnID=6158
أحدث التعليقات