مسؤولية الشركات الاجتماعية خطوة نحو سمعة حسنة – د. عمر نصير البركاتي الشريف

مسؤولية الشركات الاجتماعية خطوة نحو سمعة حسنة

د. عمر نصير البركاتي الشريف

في دراسة أجرتها شركة “هيل آند نولتون” عام 2007م على ( 527) طالبا يتابعون الماجستير في أفضل (12) كلية لإدارة الأعمال في الولايات المتحدة وأوربا وآسيا تبين أن (58%) من عينة الدراسة اعتبروا المسؤولية الاجتماعية للشركة عاملاً مهماً في قراراتهم المهنية، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن تلك المسؤولية لها أثر بالغ في بناء السمعة الحسنة التي اعتبرتها عينة الدراسة مفتاحاً أساساً لتلك القرارات في مستقبل الأيام. وكل ذلك الترابط ليس بمستغرب إذا علمنا أن آلاف الشركات تعرضت لأزمة فقدان السمعة نتيجة إهمالها لمسؤوليتها الاجتماعية.

إن تطبيق الشركات لمبدأ المسؤولية الاجتماعية وحرصها على القيام به من خلال مشروعات نموذجية تحقق مقصودها بنفع مجتمعاتها هو عطاء إيجابي مثمر، وهذا الإسهام بقدر نفعه للغير فإن نفعه عائد عليها من خلال صناعته لصورة ذهنية متميزة وبنائه لسمعة حسنة تعتبران في عالم المال وقطاعاته ميزة تنافسية تجتذب بها المواهب، وتحفظ بها القدرات البشرية المتواجدة في ميدان العمل، كما أنه إسهام مباشر منها في تحقيق التكامل بين قطاعات التنمية الرئيسية ( القطاع الحكومي، والخيري، والخاص ).

وإذا تمكنا من توسيع دائرة الرؤية لأثر الالتزام بهذا المبدأ من قِبَلِ جميع الشركات في الشرق الأوسط ـ وتحديداً الخليج العربي ـ فإننا نتلمس طريق العودة للمنافسة العالمية على استقطاب المواهب الفذة التي لا زالت تشخص بأبصارها نحو أوروبا وأمريكا الشمالية؛ وذلك وفقاً للدراسات الاستطلاعية التي نشرت مؤخراً، وظهر من خلالها أن (20%) ـ فقط ـ من طلاب الماجستير في كليات الأعمال الكبرى يظهرون اهتماماً بالشركات العاملة في الشرق الأوسط.

وهذه الرؤية الواسعة لا تعني إهمال الكفاءات الوطنية المتميزة بشهادة المنافسين في أوروبا والولايات المتحدة، بل هي محاولة لردم الفجوة الحاصلة نظير التأخر في ملاحقة التطورات الهائلة التي تشهدها كثير من المجالات المؤثرة في المسيرة الاقتصادية للدول.

إن تلك الكفاءات الوطنية برغم تمركزها بشكل ملحوظ في شريحة الشباب التي يضعف على المستوى العام تهيئتها بالمهارات الكافية للنجاح في سوق العمل التي تتعاظم فيها المنافسة وفقاً لأول مؤشر للمواهب في الشرق الأوسط، بالرغم من ذلك إلا أنها تكافح جادة لتحقيق حضورها على الساحة، طامعة في كسب الثقة التي يغالي البعض في منحها لها. والشركات الذكية تجد تلك الحقيقة مدخلاً لتأثيرٍ متميز تنافس من خلاله لتحقيق الرقي والتقدم، وتسجيل الحضور الفعال في ميدان مسؤوليتها نحو المجتمع.

المصدر: http://www.medadcenter.com/Articles/show.aspx?Id=65