العمل الخيري والتطوعي بين الداخل والخارج – حمدي أبو بري

العمل الخيري والتطوعي بين الداخل والخارج – حمدي أبو بري

دائما ما يثار الحديث حول أولويات العمل الخيري والتطوعي بين احتياجات الداخل ومساعدة الآخرين في الخارج خاصة في أوقات الأزمات ومنها أوقات الفيضانات أو النزاعات المسلحة أو الحروب.

وقد درجت المؤسسات الخيرية في قطر خلال الأشهر الماضية على القيام بواجبها في الاتجاهين إلا أن ما حدث في غزة من اعتداءات صهيونية دمرت البنية الأساسية وفرضت احتياجات كثيرة لإعادة الأعمار خاصة مع وجود حصار سابق أفقد القطاع احتياجاته الأساسية ، ومن واقع الإحصائيات المتوفرة نجد ان غزة قد استحوذت على الجزء الأكبر من المساعدات القطرية التي توجهت للخارج والتي زاد حجمها كثيرا على ما تم توجيهه للداخل ربما لارتفاع مستوى المعيشة والدخل والمستوى الاقتصادي داخل الدولة.

ونظرة سريعة على الأرقام في أكبر تلك المؤسسات نجد ذلك واضحا ، فصندوق الزكاة مثلا قدم 200 ألف دولار من صندوق الزكاة لمؤسسة الأيتام بجمهورية جيبوتي في فبراير إلا انه قدم 5 ملايين ريال لأهالي غزة في آخر ديسمبر 2008 .

أما مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية رحمه الله أنشئت مع بداية شهر رمضان المبارك لعام 1416هـ الموافق أول نوفمبر1995م .

وتهدف إلى تقديم الخدمات والمعونات الإنسانية والخيرية والإغاثة والصحية إلى المنكوبين والمحتاجين والمتضررين من القحط والجفاف والكوارث الطبيعية والحربية، وتقديم الخدمات التعليمية والتربوية والإرشادية وبناء المدارس والمستشفيات والمساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم وإقامة المشروعات الخيرية في الأماكن والمناطق التي تحتاجها، ورعاية الأرامل وكفالة الأيتام، ومساعدة الفقراء الذين يعانون من الفقر، ومحاربة التنصير، والأفكار المضللة، وذلك برعايتهم مادياً واجتماعياً وثقافيا.

فنفذت مشروع إغاثة عاجلة قام بتوزيع سلة غذائية متكاملة من المواد الأساسية على 12000 أسرة أثنى عشر ألف أسرة فلسطينية من سكان القطاع من الأسر الأشد فقراً والأكثر عوزا وبلغت التكلفة التقديرية للمشروع 2 مليون ريال قطري، حيث بلغت قيمة السلة الغذائية الواحدة 45.8 دولار أمريكي أي ما يقارب 168 ريال قطري،وكانت أول مؤسسة خيرية وإغاثية دخلت غزة من معبر رفح عندما تم فتحه واستطاعت إدخال المواد التموينية والغذائية والطبية بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمؤسسات التي تتعامل معها المؤسسة في مساعدة الشعب الفلسطيني، ووزعت في حينها طحين بقيمة مليون ريال قطري على المحاصرين في القطاع بواقع كيس يحتوي على 25 كيلو جرام لكل عائلة مطبوع عليه شعار المؤسسة، كما تم شراء مواد طبية بقيمة مليون ريال أخرى وتم توزيعها على المستشفيات، كما قدمت 4.7 مليون ريال دعما للشعب الفلسطيني ،كما أن مؤسسة الشيخ عيد قدمت 600 ألف ريال من المؤسسة لمنكوبى اليمن لتبدأ حملتها الإغاثية في اليمن لمنكوبي الفيضانات وذلك بالتعاون مع جمعيات خيرية في اليمن وهي جمعية الرشد، جمعية الحكمة، وجمعية الإحسان،كما أن جمعية قطر الخيرية وهي منظمة غير حكومية تأسست سنة 1980، بمبادرة من مجموعة من الشخصيات القطرية المعروفة داخل قطر والمشهود لها بالمصداقية والرغبة الصادقة في تنمية المجتمع القطري والمجتمعات المحتاجة وتعد (قطر الخيرية)أكبر وأقدم منظمة طوعية في دولة قطر ،طلقت قطر الخيرية المشروع الإنساني (دار البر) في (ربيع الأول 1425هـ ـ مايو 2004م) في إطار اهتمامها بتفعيل نشاطها داخل البلاد وجعل المستحقين بدولة قطر في صدارة أولوياتها تأسيا بالسنة النبوية المتمثلة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).

ومن أبرز المشاريع التي تخدم الأسرة والمرأة والطفل ، ومن مشاريعها كفالة الأيتام والنطاق الجغرافي للكفالة 32 بلدا في القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا و أوروبا ، وركزت قطر الخيرية في الفترة السابقة على العائلات المتضررة من زلزال “تسونامي” باندونيسيا.

كما تكفل قطر الخيرية (1113) أسرة من الأسر المحتاجة (معدومة أو محدودة الدخل ) في كل من فلسطين ، والسودان ، والبوسنة.

وفي مارس الحالي وقعت قطر الخيرية والمجلس النرويجي للاجئين في العاصمة النرويجية أوسلو اتفاقية شراكة في المجال الإنساني بقيمة 10 ملايين دولار، وقد خصصت المبادرة الأولى فيها لإعادة إعمار غزة.

كما وقعت قطر الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في صنعاء خلال هذا الشهر اتفاقية شراكة وتعاون لفائدة اللاجئين الصوماليين في اليمن تقضي بدعم برامج المفوضية الخاصة باللاجئين الجدد المتوقع وصولهم ما بين شهري مارس الجاري ونوفمبر المقبل بقيمة 250 ألف دولار ووفقا للاتفاقية الموقعة سيستفيد 13000 لاجئ صومالي جديد متوقع وصولهم لليمن خلال تواجدهم بمركزي استقبال ميفعة وأحور وفي مخيم خرز.

وقامت الجمعية بإدارة وإعادة تأهيل مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار ويشتمل على ثلاثة جوانب الأول الفرق الطبية والتي ستستمر لفترة ستة أشهر لإجراء العمليات والقيام بالتدريب للأطباء الفلسطينيين، والثاني توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، والثالث الترميم والتطوير ويتضمن ترميم المبنى وتطوير العمل فيه ودراسة إمكانية توسعته وإضافة مبان إليه واستطاع الفريق الطبي إجراء عشرات العمليات الجراحية حتى في مجالات العظام والجراحة والأطفال.

وأدخلت قطر الخيرية المساعدات الطبية عبر معبر رفح الحدودي وسيارات مبردة ( برادات) تستخدم لنقل الأدوية والموتى ،كما تمكنت خلال الفترة الماضية من إدخال عشر سيارات إسعاف عبر معبر رفح الحدودي كما أدخلت عدد من شاحنات الأدوية وحليب الأطفال.

ومن اجل تحقيق هدف رفع المعاناة عن ضحايا غزة عبر المشاريع التنموية دشنت قطر الخيرية حملتها الإنسانية “فزعة” لإعادة إعمار غزة ، وذلك من خلال مؤتمر صحفي أعلنت فيه عن مساهمتها بالتبرع بمبلغ 365 مليون ريال قطري استجابة للحاجة الملحة لإعادة إعمار البنية التحتية المدنية المتضررة في قطاع غزة ،وكانت قطر الخيرية قد تكفلت بإعادة إعمار 10 مساجد في غزة.

أما مؤسسة جاسم بن جبر بن محمد آل ثاني الخيرية وهي مؤسسة خيرية وقفية، تعنى بإدارة واستثمار وقف الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني رحمه الله، والهبات والأوقاف الأخرى التي توكل لها، وصرفها على المستحقين.

فقدمت لدعم الجهود الإنسانية في غزة 292 ألف ر.ق ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة الشيخ جاسم بن جبر الخيرية كانت قد تعاونت وتواصلت مع الهلال في العديد من المشاريع والبرامج الإغاثية السابقة خاصةً خلال الحملتين الأخيرتين التي نظمتا لإغاثة لبنان واللاجئين اللبنانيين أو حملة فك الحصار عن غزة وما صاحبها من شح المواد العينية والضرورية للمستشفيات والأسر الفلسطينية . كما يذكر أن المؤسسة تقدم الكثير من المشاركات والمساهمات التي تدعم العمل الخيري ودوافعه محلياً وخارجياً.

المصدر: http://www.medadcenter.com/Articles/show.aspx?Id=76