الإيمان بفكرة العمل التطوعي – أمجد نيوف

الإيمان بفكرة العمل التطوعي – أمجد نيوف

لا شك أن التطوع من أجل الخير تجربة تعكس رقيا حضاريا وإنسانيا.إلا أنها تجربة تختلف باختلاف الجغرافيا والاقتصاد وصولا إلى السياسة والثقافة السائدة.من هنا يمكن القول أن العمل التطوعي في المجتمع المحلي يختلف عن ما هو وراء الحدود .

يشكل التطوع في المجتمع المحلي جسرا للعبور إلى تعميق التفاعل بين أبناء المجتمع الواحد.فالمتطوع ، وبجهد بسيط ،يجذر من انتمائه إلى المنطقة التي يعيش فيها ويتنفس هواءها.فالتطوع في المجتمع المحلي ،بوجه عام،سهل من حيث الالتزام ومن حيث الجهد والتنظيم.

والشخص الذي يتطوع محليا غالبا ما يمضي بضع ساعات، أو أياما معدودة من الالتزام بالعمل التطوعي، لكن بشكل منظم.وبالتالي من السهل إدخال التطوع محليا في جدول الأعمال الشخصي بشكل لا يعطل من ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي كالذهاب إلى المدرسة أو الجامعة أو الالتزام بفريق رياضي.

ويستطيع المتطوع محليا أن يتطوع مع صديقه أو أفراد أسرته ويقضي معهم وقتا ممتعا.باختصار، التطوع في المجتمع المحلي تجربة اجتماعية غنية يمكن من خلالها الحصول على شعور بالانجاز والارتياح العام.

لكن ، بالمقابل ، لا يوفر التطوع محليا فرصا لمعرفة تجربة جديدة أو ثقافة جديدة من شأنها أن تضع المتطوع في موقف التحدي مع الذات.

فالتطوع محليا يشكل إطارا ضيقا، ولا يقدم تحديا جديا، فضلا عن أنه يحرم المتطوع من التعرف على تجارب الآخرين التطوعية.

أما التطوع في ما وراء الحدود فهو لتجربة مختلفة تماما.فمن الممكن أن يعطل التطوع في الخارج سير الحياة اليومية، ويأخذ المتطوع بعيدا عن الراحة الخاصة.من هنا ينظر إلى التطوع في الخارج على أنه مغامرة.إلا أنها مغامرة تستحق التفكير لأنها أكثر طموحا وإلهاما.

وعلى الرغم من بعض الأعمال التطوعية القاسية التي قد يقوم بها المتطوع خلف الحدود ، إلا أنها تشكل بديلا أكثر جاذبية من العمل التطوعي في المجتمع المحلي.فالتطوع خارجا يقدم للمتطوع تجارب جديدة مختلفة ومفيدة تنعكس على الشخصية بالذات.

التطوع خلف الحدود يتيح للمتطوع السفر ،والتعرف على ثقافة جديدة.ويمكن أن يقدم هذا التطوع فرصة لتعلم لغة جديدة، والالتقاء بأفراد من ذوي وجهات نظر مختلفة.وبالتالي التطوع خارجا مغامرة وحياة جديدة.ومن خلاله يمكن أن يشعر المتطوع انه أحدث فرقا، وعاد إلى مجتمعه المحلي كشخصية أفضل.

وعلى اعتبار أن التجربة التطوعية في الخارج، على العموم، تكون في إطار المشاريع الحيوية الخاصة بمكافحة الفقر والتنمية والبيئة، فان المتطوع يستطيع الحصول على رؤية حقيقة للمشاكل حول العالم.

وصحيح أن التجربة قد تكون مخيفة وغير مريحة في بداياتها، إلا أنها تكون مؤثرة ولا تنسى أبدا.

ولكن يبقى الأهم إن قرار التطوع في الخارج يحدث فرقا حقيقيا على السيرة الذاتية للمتطوع بما يدل على انه مستعد دائما للتحدي والعمل من اجل ما يؤمن به.

لكن ، بالمقابل ، التطوع في تجارب ما وراء الحدود غالبا ما يتطلب إجازة معنوية من بعض الالتزامات الشخصية وقدرا من التمويل.كما أنه قد يواجه بصعوبات قانونية تتعلق بإجازات العمل ، أو شروط السفر التي قد تتداخل فيها عوامل مختلفة.

العمل التطوعي تجربة رائعة، سواء أكان التطوع في المجتمع المحلي أو في الخارج.لكن الأمر بالنهاية يتعلق بالإيمان بفكرة التطوع.

المصدر: http://www.medadcenter.com/Articles/show.aspx?Id=88