الاجهزة الاعلامية والقطاعات الخيرية – عمر نصير البركاتي

الاجهزة الاعلامية والقطاعات الخيرية

الكاتب : عمر نصير البركاتي

لم يسبق لعلم من العلوم أن شهد خلال نصف قرن ما شهده قطاع الإعلام من اهتمام ومتابعة في مختلف المستويات، وقد جاءت البحوث العلمية مؤكدة للمكانة المتنامية لهذا القطاع في الاستراتيجيات الشاملة للعمل السياسي والنشاط الاقتصادي والاجتماعي، وتدل كل المؤشرات على أن العمل الإعلامي الهادف إلى التأثير في الرأي العام سيزداد أهمية على مر الأيام، بحث يكون المستفيد الأول من قنوات الاتصال والشبكات التفاعلية، ولذلك ظهرت الحاجة ماسة إلى دعم الأعمال الإعلامية وبذل المزيد من الجهود في هذا الميدان لصالح الجمعيات والمنظمات الخيرية، كيف لا والعمل الخيري قد أعطى صورة واضحة، ودلالة قاطعة، عن حقيقة دوره التنموي، وأثره في ميادينه، وتجلت فيه أعظم صور الترابط والتكافل بين أفراد الأمة بكافة طبقاتها، وبالرغم من كل ما سبق فإن الأداء الإعلامي تجاه القطاعات الخيرية لم يصل إلى الدرجة المنشودة، والمرتبة المأمولة، ويمكننا في النقاط التالية أن نلخص أبرز الملاحظات على أداء الأجهزة الإعلامية تجاه القطاعات الخيرية:

محدودية الاهتمام بالقطاع الخيري بشكل عام مع بعض التفاوت النسبي بين الوسائل المطبوعة والوسائل المسموعة والمرئية من جهة أخرى.

رغم محدودية الاهتمام فإنه يأخذ طابع الموسمية والوقتية بدلاً من أن يكون اهتماماً دائماً ومتصلاً على مدار العام.

هناك غياب شبه تام للوسيلة الإعلامية الأولى وهي التلفاز في خدمة هذا القطاع.

يتسم الاهتمام الإعلامي-سواء على مستوى الصحافة المكتوبة أو الإعلام المرئي والمسموع-بضعف المهنية، وضعف التجديد بل التقليدية في تناول قضايا العمل الخيري، والاقتصار على التغطيات الإخبارية والمتابعات الحدثية، دون أن يكون ذلك نابعاً من رؤية شاملة، أو خطة متكاملة.

وجود فجوة اتصال بين الأجهزة الإعلامية ومؤسسات العمل الخيري مما نشأ عنه انقطاع في تدفق المعلومات بين الطرفين، وهشاشة العلاقة المنتظمة والمثمرة بينهما.

تلك هي أبرز الملاحظات التي تجلت في الواقع العملي، إلا أنه ليس من الإنصاف إلقاء اللوم كله على الإعلام، بل هناك قصور حاصل من القطاعات الخيرية ( مؤسسات وجمعيات حكومية أو أهلية ) في استغلال هذا الجانب والاستفادة منه.

بقي أن نقول أن الآمال معلقة بقادة العمل الخيري وقادة الإعلام في المضي قدماً لردم الفجوة، ومحاولة الوصول إلى التكامل المنشود، يحدونا في ذلك الفأل الحسن والمتمثل في وجود توجه من الجانبين للتقارب البناء، والتعاون المثمر.

المصدر: http://www.medadcenter.com/Articles/show.aspx?Id=15