مقال: الأبعاد الاجتماعية للصيام

الأبعاد الاجتماعية للصيام

بقلم : هايل عبد المولى طشطوش

          لم تتوقف حكم الصيام وفوائده على ناحية واحدة من نواحي الحياة ولم تقتصر منافعه على جزء محدد من نشاطات الإنسان في هذه الحياة الدنيا فبعد أن عرضنا للأبعاد الاقتصادية للصوم لابد أن يعرف المسلمون أن للصوم أبعادا أخرى كالبعد الاجتماعي والبعد الصحي والبعد التربوي والبعد الأخلاقي والبعد الثقافي بل ويتعدى الأمر ليصل إلى أبعاد أخرى كالبعد السياسي ولكن بمفهوم مختلف عما قد يتبادر لذهن القارئ الكريم .

أما الأبعاد الاجتماعية للصوم فهي عديدة كثيرة غزيرة ، فالصوم ليس كما يتصور العوام فحسب بأنه امتناع عن شهوات الفرج والبطن بل هو أداه هامة من أدوات التكافل والتكاتف والتراحم والتواصل بين المسلمين وبين أرحامهم تجمعهم موائد الطعام كما تجمعهم موائد الذكر وحلقات الدعوة وصفوف الصلاة فهذه الأنشطة كلها تعبر عن أبعاد اجتماعية مختلفة  ، الصيام شعور مع الفقير والمحتاج بجوعه وعطشه وحاجته إلى المال مما يدفع الصائم الغني المقتدر إلى بذل ماله وإنفاقه على إخوانه المحتاجين من المسلمين فيحقق بذلك بعدا اجتماعيا هاما هو التكافل والتعاضد والتراحم والتواد، ،….. وعادة تهادي الطعام بين الجيران والأحبة والأرحام فهي من العادات الطيبة التي مارسها رسولنا الكريم وحث عليها لانها تعبير عن الألفة والمحبة وشدة الترابط والتحاب بين الجيران والأهل ، ومن المظاهر الاجتماعية الطيبة في رمضان اجتماع الأرحام وتلاقيهم على مائدة واحده بعد ان فرقتهم ظروف الحياة وصروف الدهر مما يعيد للأسرة قوتها وتلاحمها وتراحمها فيجعلها عصبا قويا في بناء المجتمع الإسلامي ككل لان المجتمع الإسلامي كالبنيان المرصوص يشد بعضة بعضا ، ومن الأبعاد الاجتماعية التي تحققها العبادات هو تلاقي المسلمين في صلاة التراويح والتقائهم بعد طول غياب في مكان واحد يسأل بعضهم عن بعض ويتلاقون بوجه طلق بشوش يتفقدون أحوال بعضهم ويسالون عن أخبار الغائب فيهبون لزيارته ان كان الم به حادث من مرض أو حزن أو ما شابه مما يقوي روابط المحبة والألفة ويشد من أواصر التعاون والتراحم بين أهل الحي الواحد ،إن عملية البذل والعطاء في رمضان هي تعبير عن التكافل الاجتماعي الذي حض علية الإسلام فهي البعد الاجتماعي الابرز من الصيام والذي يدل على أن المسلمين ما زالوا بخير وقوة .

الأبعاد الاجتماعية للصيام كثيرة تتجسد واقعا ملموسا خلال الشهر الفضيل فتعيد لمجتمعنا طيبته وخيريته وقوته فما علينا إلا أن نجسدها واقعا ملموسا لنحقق الغاية الاجتماعية التي أرادها الشارع الحكيم من هذا الشهر الفضيل.