بنك البطالة – أحمد حجاج عبد السلام

بنك البطالة

احمد حجاج عبدالنبي عبدالسلام
البطالة أصبحت مشكله في العالم الإسلامي و أصبح كل بيت مسلم يعانى من وجود شاب أو أكثر من أولادة يعانون من البطالة و الكثير كتب عن هذه المشكلة و أسبابها فالبعض يرجعها إلى قلة الاستثمارات و المشاريع الجديدة و لكننا نرى دول محدودة الموارد و لكنها لا تعانى البطالة مثل ماليزيا التي أصبحت في سنوات قليلة دوله متقدمه صناعيا و البعض يرجعها إلى الزيادة السكانية فالصين مليار و ثلاثمائة مليون أي حوالي 20%من سكان العالم و لا تعانى البطالة فمعدل البطالة لديها لا يتجاوز 3% وهو معدل منخفض بالنسبة للدول الأوروبية و أمريكا و البعض يرجعها إلى سياسات الإغراق التي تتبعها بعض الدول و التي أدت إلى عدم قدرة الصناعات الوطنية على المنافسة و لو أنها سياسات إغراق لرفعت هذه الدول أسعار منتجاتها مرة أخرى بعد سيطرتها على الأسواق و البعض يرجعها إلى أسعار الصرف التي تتحكم فيه السلطات النقدية في دوله ما و التي تجعل سعر الإنتاج في الدولة ارخص من غيرها و بالتالي يصبح الاستيراد من جانب باقي الدول ارخص من التصنيع المحلى فتتجه لذلك و لكنى أقول أن كل ما سبق ما هو ألا عوامل ثانوية غير مؤثرة .

الحل هو استثمار طاقه الشباب و الدفع بأكبر عدد منهم في مجال الإنتاج و التصنيع فهم ثروة للبلاد و ليسوا عبء لأنهم لم يجدوا من يمد لهم يد العون فيعلمهم كيف يتحولوا الى منتجين و يبث فيهم الحماسة و يعطيهم أحدث أساليب الصناعة و يطلب منهم اللحاق بركب الدول الصناعية .

ادعوا إلى إنشاء بنك البطالة

كيف يتم إنشاء هذا البنك و ما هو دورة و ما هو دور المجتمع في مساعدة هذا البنك؟

ادعوا المصارف الإسلامية أن تتحد على إنشاء هذا البنك وان تعمل على تشجيع أفراد المجتمع على الإيداع في هذا البنك لأنه في الأساس قام على حل مشاكل المجتمع و أن تروج للفكرة و أنا واثق بأذن الله أن مجتمعاتنا على قدر من المسؤلية و لو ضعت أمامها هدف مهما كان صعوبة تحقيقه فهي قادرة بأذن الله على ذلك و هذا البنك يسعى لتحقيق أرباح اى انه ليس بنك لتقديم المساعدات ولكنه قائم على حل مشكلة.

و هذا الجزء هو الأسهل و لكن الشق الثاني هو الأصعب و هو كيفيه تشغيل الشباب

فجميع البنوك تعمل على استثمار الأموال في مشروعات تعمل على تشغيل الشباب و ربما يسأل البعض ما هو الجديد الذي سوف يقدمه بنك البطالة؟

و لكن الفكرة هنا هي قيام بنك البطالة عن طريق صيغ التمويل الاسلاميه بإنشاء مراكز تدريب على المشروعات الصغيرة و تمويل المتدربين الذين اجتازوا الدورات بالمعدات و الآلات التي تمكنهم من بداية مشاريعهم .

و كذلك محاوله معالجه الفجوة التكنولوجية بيننا و بين من سبقونا من الدول الصناعية فالنمور الآسيوية و الصين أصبحت قادرة على تخفيض تكاليف الصناعة بالشكل الذي لم تعد تجدي معها حواجز جمركيه و سياسات إغراق و دور البنك هنا هو محاوله الدخول فى شراكات مباشرة مع هؤلاء لان لدينا عماله و لدينا أموال و هم لديهم علم و تكنولوجيا صناعية و لديهم أسواق فتحوها في كل دول العالم فدور بنك البطالة هو إدخال شبابنا إلى سوق العمل من خلال هذه المشاركات و العمل على جذب الشركات الناجحة في هذه الدول و التي تعتمد على كثافة العمالة اى تشغيل اكبر قدر من العمالة على فتح مصانع لها في بلادنا.

أما بالنسبة للقطاع الزراعي يقوم البنك بتدريب الشباب على طرق الزراعة الحديثة و إمدادهم بالمعدات و الآلات و أفكار لمشاريع زراعية ناجحة و إمدادهم بمستلزمات الإنتاج عن طريق البيع الأجل من أسمدة و تقاوي و أعلاف و أن يقوم بالتأمين على الثروة الحيوانية لتشجيع الشباب على مشاريع التربية للثروة الحيوانية و أن يقدم لهم الأفكار الجديدة في مجال تركيبات الأعلاف لان سبب عزوف هؤلاء عن تربيه الثروة الحيوانية هو ارتفاع ثمن هذه الأعلاف و قله خبرة هؤلاء الشباب.

إذا بنك البطالة هو مركز تدريب و تمويل و بيت خبرة قائم على تضافر جهود كل أفراد المجتمع على إنجاح الفكرة وهى عدم وجود عاطل بينهم و ادعوا كل دولة إسلامية أن يكون بها بنك للبطالة.