حاضنات الأعمال التقنیة كآلیة لدعم الابتكار في المؤسسات الصغیرة والمتوسطة – أحمد طرطار و سارة حليمي

حاضنات الأعمال التقنیة كآلیة لدعم الابتكار في المؤسسات الصغیرة والمتوسطة – أحمد طرطار و سارة حليمي

بحث مقدم إلى الملتقى الدولي بعنوان:

” المقاولاتية: التكوين وفرص الأعمال “

والذي نظمته جامعة محمد خيضر بسكرة – الجزائر

خلال المدة: 6 – 7 – 8 / ابريل / 2010م

برعاية:

(EGTB) مؤسسة التسيير السياحي – بسكرة

(ONAT) الديوان الوطني للسياحة – وكالة بسكرة

(ETUHB) مؤسسة الأشغال مناني عدلان – بسكرة

الملخص:

تأخذ المقاولة الصغيرة أشكال متعددة للتعبير عن مضمون نشاطها و محتوى أدائها و طبيعة

تركيبتها المالية و البشرية و أبعادها الإستراتيجية ، فتبدو في ثوب مأرب للصيانة في مجال تخصيصي محدد، أو مشغل لإنتاج سلعة ،أو مكتب خبرة و استشارة، أو مركز تصور للبرامج و معالجة المعطيات أو مصنع لمعالجة النفايات …الخ .

تنعت المقاولة الصغيرة بأوصاف مختلفة يستمدها المشرع القانوني حسب طبيعة و مقتضيات

و ظروف كل بلد ، بما يكافئ تحفيز الفرد على الخلق و الابتكار ضمن كينونة المنظومة التشريعية و الاقتصادية السائدة في هذا البلد ، فهي مقاولة تارة ، و منشأة صغيرة تارة أخرى ، ومؤسسة فردية أو شركة تضامن في أحايين أخرى ، غير انه درجت العادة على اختصار هذه المضامين كلها في إطار تسمية واحدة ألا وهي المؤسسة الصغيرة و المتوسطة .

تلعب المؤسسة الصغيرة و المتوسطة دورا رياديا في الحياة الاقتصادية للشعوب و الأمم ،

حيث أنها مبعثا للنشاط و محفزا عليه ، و أنها مرتعا للحرفية و تنمية المهارات و صقل المواهب والملكات ، و أنها أيضا وسيلة تكسب الأرزاق وتمكن من التوغل في عالم الشغل ، بل و نقطة انطلاق الإقلاع الاقتصادي و فق مضامين التنمية الشاملة المستدامة.

إنها تتويج الفعل الاقتصادي في نشاط مبتكر ، بما يمكن من تكريس المهنية و الاحتراف والتوغل الإنساني في كل مجالات النشاط التي تسمح باكتساح ذخائر الكون و مكنوناته اللامتناهية التي تحبل بها الطبيعة ، حسب مقتضيات السنن الإلهية …

لقد لاقت المؤسسة الصغيرة و المتوسطة رواجا منقطع النظير في شتى أصقاع المعمورة، لاسيما مع تزايد وسائل الخلق و الابتكار في سياق مفاهيم العولمة الشاملة ، مما فسح لها المجال

واسعا لكي تتبوأ مكانة مرموقة في اقتصاديات البلدان ،لاسيما المتقدمة منها… و هذا ما أعطى

الانطباع لهذه المؤسسة بضرورة مواكبة صيرورة التقدم العلمي و التكنولوجي المواكب لهذه العولمة، فكان بالتالي التفكير في حاضنات الأعمال التقنية،التي تعتبر بمثابة ولادة المنتوجات من رحم الأفكار، لكي تطفو على ساحة الوجود آخذة في حسبانها رضا الزبون (المتلقي) واندفاعية المنتج و قبول الممول لكي تصير سلعة أو خدمة مستهدفة و مطلوبة من الجميع .

و انطلاقا مما تقدم ارتأينا أن نقدم هذه الورقة البحثية لنلتمس من خلالها دور هذه الحاضنات

التقنية في تفعيل أداء المؤسسة الصغيرة و المتوسطة (المقاولة).